القصور الأموية.. تهويد مستمر تحضيرًا لمشروع “الهيكل” المزعوم

الثلاثاء, 13 مارس 2018 11:05 ص

راديو كلاكيت_وكالات

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حفرياتها في منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك، وتغيير معالمها العربية والإسلامية وسرقة آثارها وحجارتها التاريخية العريقة، تمهيدًا لفرض رواية تلمودية مزعومة، وللتحضير لمشروع إقامة “الهيكل” المزعوم.

وتُسابق حكومة الاحتلال الزمن من أجل تهويد مدينة القدس المحتلة، وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتهويدية فيها، مستغلة بذلك الصمت العربي والإسلامي حيال ما يجري بالمدينة، والقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”، ونقل السفارة الأمريكية إليها في مايو المقبل.

ومنذ سنوات طويلة، والحفريات الإسرائيلية في منطقة القصور الأموية التي تحوي آثارًا رومانية ويونانية وإسلامية، لا تتوقف، بل تصاعدت وتيرتها بهدف تدمير ما تبقى من معالم وآثار فيها، وتحويلها بأكملها إلى مرافق “للهيكل” ومسارات تلمودية.

وبُينت القصور الأموية في مرحلة الفتح الإسلامي المبكر كدار للإمارة، وقصور للخلفاء المسلمين ومؤسسات إسلامية لإدارة شؤون القدس والمسجد الأقصى وفلسطين قبل حوالي ألف وأربعمائة عام.

وتزعم المنظمات الاستيطانية أن القصور مبنية في منطقة ما يسمى بـ “الحوض المقدس” التابع “للهيكل”، لكن الحفريات التي استمرت أكثر من 40 عامًا بمشاركة علماء آثار يهود أثبتت أن المباني هي قصور أموية ودار إمارة، ولا دليل يشير إلى علاقتها “بالهيكل” أو غيره.

وكان ما يسمى بـ “وزير القدس والتراث” زئيف إلكاين ورئيس بلدية الاحتلال بالقدس نير بركات افتتحا في فبراير العام 2017، مسارًا جديدًا أطلقوا عليه اسم “مطاهر الهيكل” في المنطقة، استكمالًا لمشروع تهويد وطمس ما تبقى منها.

طمس وتزوير

ويقول رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات إن ما تسمى بـ “سلطة الآثار” الإسرائيلية تجري عمليات حفر جديدة وسرقة للأتربة وللحجارة الإسلامية في منطقة القصور الأموية.

ويوضح لوكالة “صفا” أن “سلطة الآثار” بالتعاون مع “شركة تطوير الحي اليهودي” ووزارة الأديان الإسرائيلية والجامعة العبرية تقوم بأعمال حفريات في الجزء الجنوبي الشرقي للأقصى بمحاذاة المصلى المرواني، حيث يتم استخراج أتربة وحجارة أثرية إسلامية من المنطقة.

وتعمل أذرع الاحتلال على تأهيل المنطقة، وترتيب المكان وتهويده بالكامل، بحيث يتم استخدامه للزيارات السياحية ولإعداد الحفلات الدينية اليهودية ولأغراض تخدم مشروع إقامة “الهيكل”، يضيف بكيرات “شاهدنا بعض اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند الجهة الجنوبية للمنطقة”.

ويبين أن الهدف من هذه الحفريات تغييب وطمس للآثار والمعالم الإسلامية الأموية وتزييف الحقائق والتاريخ، والعمل على تهويد المنطقة بشكل كامل، تمهيدَا لإقامة “الهيكل”.

ويشير إلى أن سلطات الاحتلال أقدمت على سرقة الحجارة الأثرية الموجودة بالمنطقة، ونقلها إلى مناطق نائية بحجة أنها حجارة تابعة “للهيكل”، وتم أيضًا وضع لافتات تهويدية، ونصب جسور ومعابر حديدية ومظلات ومعرشات.

وبحسب بكيرات، فإن القصور الأموية تشهد تغييرًا واضحًا وخطيرًا للغاية، بهدف التحضير لمشروع “الهيكل”، ويلفت إلى أن العمل يتم بشكل مباشر لتكون المنطقة مهيأة للمتطرفين اليهود وجاهزة لتحقيق مشروعهم فيها.

ويشدد على أن الحفريات التي تجري بالمنطقة تشكل خطرًا كبيرًا جدًا على المسجد الأقصى، والتي تسعى حكومة الاحتلال للانقضاض عليه.

وطالبت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة في وقت سابق، شرطة الاحتلال بوقف أعمال الحفريات وإزالة ونقل التراث العربي والإسلامي من مكانه في موقع القصور الأموية، وكذلك إزالة الـمظلة المعدنية التي تم بنائها في وسط القصور، وإعادة إدارة الموقع للمالك الأصلي، وهو الأوقاف.

ادعاءات باطلة

ويؤكد الباحث في الآثار والمقدسات عبد الرازق متاني لوكالة “صفا” أن أخطر ما يحدث في مدينة القدس هو إنشاء مدينة أسفل مدينة، وحفر للأنفاق أسفل المدينة والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى الادعاء الإسرائيلي بأن الآثار العربية والإسلامية بالمدينة هي يهودية.

ويشير إلى أن عمليات الحفريات في القصور الأموية مستمرة، بتمويل ودعم من حكومة الاحتلال وجمعية “العاد” الاستيطانية، بحيث يتخللها عمليات تدمير وسرقة لآثار عربية عريقة، في محاولة لاستحداث آثار يهودية مزعومة تتبع “للهيكل”.

وعمل الاحتلال على تحويل المنطقة إلى “حديقة تلمودية”، بهدف تقديم التاريخ وفق الرواية التوراتية المزعومة، والتي هي باطلة لا أساس لها من الصحة. وفق متاني

المختص في شؤون القدس جمال عمرو يوضح لوكالة “صفا” أن حفريات الاحتلال بالقصور الأموية وصلت للأعماق بعشرات الأمتار، وتحت القواعد، وتم من خلالها تدمير وتغيير المشهد الحضاري العربي والإسلامي بالقدس.

ويبين أن الاحتلال ينفذ خطة دموية تهويدية خطيرة بحق القدس والأقصى، تهدف لتغيير الطابع التاريخي العريق للمدينة، واستحداث تاريخ عبري مزعوم وفرض روايته التلمودية.