غزة: ندوة حول دور الإعلام الثقافي بالنهوض بالحركة الإبداعية

الثلاثاء, 28 مارس 2017 10:08 ص

راديو كلاكيت-وكالات

نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق في غزة ضمن فعاليات وزارة الثقافة في يوم الثقافة وميلاد الشاعر الكبير محمود درويش، ندوة ثقافية بعنوان “دور الإعلام الثقافي في النهوض بالحركة الإبداعية الفلسطينية”، بحضور نخبة من الكتاب والباحثين والمثقفين والإعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي.

وقال مدير عام المركز ناهض زقوت إن الحركة الإبداعية والثقافية نشأت في فلسطين قبل عام 1948 على الجرائد والمجلات، وكانت مجلة النفائس العصرية التي أسسها الكاتب خليل بيدس من أشهر المجلات التي نشر على صفحاتها القصص والأشعار والفصول الروائية والترجمات الأدبية، بالإضافة للعديد من المجلات والجرائد الأخرى التي كانت منتشرة في المدن الفلسطينية.

وأضاف أن فلسطين كانت قبل النكبة قبلة للكتاب والمثقفين والفنانين العرب الذين قدموا إليها، وقدموا محاضراتهم وفنونهم على مسارح وسينمات فلسطين.

وأكد أن تراجع الصحافة عن دورها الثقافي في الوقت الراهن لصالح الشأن السياسي، وغياب المجلات الأدبية والثقافية المتخصصة في المشهد الفلسطيني.

بدوره، تحدث أستاذ الإعلام في جامعة الأقصى أحمد حماد عن دور الإعلام في تشكيل الوعي الثقافي، قائلًا “تعد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية”.

وأضاف “وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسم الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات إلى قسمين، قسم مؤثر فاعل، وقسم غير مؤثر وغير فاعل”.

وأشار حماد إلى أن حالة الخواء الثقافي والفكري التي نلاحظها في كثير من الشباب هذه الأيام لم تأت من فراغ، ولكن نتيجة ما يتعرض له هؤلاء الشباب من قبل وسائل الإعلام، إما لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في المجتمع، أو أنها تعرف ذلك وتدركه جيدا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك لإنشاء جيل من الشباب الأجوف اللاهي بملذات الحياة وشكلياتها.

وأوضح أن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد يتفوق اثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.

من جهته، تحدث المحاضر بقسم الإعلام في جامعة فلسطين أحمد الشقاقي عن واقع الإعلام الثقافي في فلسطين، مؤكدًا أن الثقافة والإعلام لهما دور وهدف واحد هو مخاطبة الناس والاتصال بهم لتحقيق هدف توصيل المعلومة، وليس هناك ثقافة دون إبلاغ وتعبير عن محتواها.

وقال “لا إعلام جيد دون ثقافة تؤازره، والتطور الحاصل في وسائل الإعلام والاتصال يتجاوز صعوبات كانت عائقًا أمام نشر المعلومة وتعزيز الإبداع”.

وأشار إلى واقع الإعلام الثقافي الفلسطيني، ومدى قدرته على صناعة المحتوى الإعلامي الثقافي، وتقديم المحتوى الثقافي إلى الجمهور محليًا وعربيًا ودوليًا.

وأضاف “من المهم التركيز على تحفيز الإعلام للانتباه إلى العملية الإبداعية، بحيث لا يتم التعامل مع الثقافة كفائض عن الحاجة بل مكون أساسي لتعزيز الهوية الفلسطينية، والمبدع الفلسطيني بحاجة إلى دعم من خلال التغطية الصحافية بكل الأشكال والفنون الصحافية”.

وأوصي بالتعامل مع الثقافة باعتبارها رافعة أساسية لتطوير المجتمع الفلسطيني، وتوسيع المساحات المخصصة للثقافة في وسائل الإعلام، وتوسيع مشاريع الترجمة والتفاعل مع الفكر العالمي والإبداعات الإنسانية.

وكذلك إشراك العناصر الشابة في اقتراح وتقديم البرامج الثقافية والإعلامية، والقيام باستطلاعات رأي بشكل دوري ومستمر لقياس اتجاهات الرأي ومدى تأثره بالثقافة والرسالة الإعلامية، وتعديل التوجهات استنادًا للنتائج.

وكالة صفا