الطفلة إنعام.. حينما تجتمع الغربة والمرض معًا

الخميس, 1 مارس 2018 01:12 م

راديو كلاكيت-وكالات

تبدو الطفلة أنعام العطار البالغة من العمر 13 عامًا مُجهدةً وخائفةً بعد أن وصلت مستشفى رام الله بالضفة الغربية المحتلة أول أمس لزراعة “كِلية” إثر إصابتها بمرض “التكيس الكلوي” الذي تعاني منه منذ الصغر.

الخوف الذي أصاب الطفلة التي تعيش في قطاع غزة ليس نابعًا من خوفها إجراء العملية المنتظرة، لكن لحرمان سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمَها من مرافقتها إلى المشفى برام الله أثناء المرور عبر حاجز بيت حانون/ “إيرز”.

وانتشرت قصة الطفلة العطار التي حرمها الاحتلال من هذه المرافقة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دعا نشطاء وأهالي شهداء وأسرى بالضفة لمؤازرتها في محنتها.

ولا يزال لسان حال الطفلة منذ أن وصلت المشفى بعد معاناة عبر حواجز الاحتلال “بديش (لا أريد) أزرع الكِلية بدي (أريد) أمي”، أثناء حديثها للمؤازرين أمام المشفى.

ويقول خال الطفلة الذي رافقها في رحلتها خالد العطار لوكالة “صفا” إن عدم مرافقة الأم مع إنعام بحد ذاته هو “الوجع والمرض”.

ويضيف “لتعلم الدنيا وكل الإعلام أن الطفلة لا تحتاج العلاج بقدر ما تحتاج إلى والدتها، التي حُرمت من مرافقتها إلى المشفى”، ويوضح أنهم تقدموا بطلب للأم لمرافقتها إلا أن الاحتلال رفض.

ويتابع العطار “إنعام تعاني من إرهاق شديد لعدم وجود أمها، وهناك تواصل لاستقدام والدتها إلى المشفى، ونأمل أن يجري ذلك بسرعة لأنها لم تعد تتحمل المرض وحرمان الأم معًا”.

ولم يخش العطار على حياته إذ إنه سيقدّم إحدى كليتيه لابنة أخته، آملًا أن تنجح فحوصات التطابق للكلى “لأن الاحتلال لم يسمح لأحد سواه بمرافقتها، فمنعوا أمها فكيف يسمحون لآخرين؟”.

أما والدة الطفلة الممنوعة من السفر تقول في اتصال هاتفي مع “صفا” إن: “ابنتها تعاني الوجع باستمرار وتتألم بشدة لحرمان الاحتلال مرافقتي لها، وهو ما ضاعف آلامها وأوجاعها”.

وتضيف “لا أريد رؤية ابنتي وهي تتألم بهذه الصورة على التلفاز.. لا أستطيع تحمل المشهد.. ابنتي تحتاج العلاج، ولا نريد فقدها”.

ووجهت الوالدة دعواتها للمستويات كافة بالمساعدة والتدخل لدى الاحتلال للسماح بمرافقة ابنتها قبل حصول أي أمر طارئ.

بدورها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الوزير جواد عواد أصدر تعليماته بمتابعة حالة الطفلة وإجراء فحوصات التطابق بما يتعلق بزراعة كلية لها.

وأضافت الوزارة أنه جاري العمل لإصدار تصريح مرور لإحضار والدة الطفلة من قطاع غزة لمرافقة ابنتها في مشفى رام الله.

ويعاني قطاع غزة من واقع صحي صعب جراء الحصار الإسرائيلي المشدد، وعدم السماح بإدخال المعدات والتقنيات اللازمة للعلاج.

يذكر أن قوات الاحتلال تحرم الكثير من المواطنين من حقهم في العلاج، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تجرم حرمانهم من هذا الحق.

وتقول منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته مؤخرًا حول آلية تعامل الاحتلال مع الطلبات التي يقدمها سكان غزة للخروج من أجل العلاج: “إن إسرائيل ترفض أكثر من نصف الطلبات وتمنعهم من تلقي العلاج المناسب”.

وبعد ظهر اليوم الأربعاء أعلنت هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية عن موافقة الاحتلال على السماح لوالدة الطفلة العطار بالانتقال من قطاع غزة إلى الضفة لمرافقتها في رحلتها العلاجية.