إنقاذ غزة.. حملة شعبية ضاغطة لإنهاء معاناة سكان غزة
الأحد, 2 أبريل 2017
10:54 ص
انطلقت، صباح أمس السبت، الحملة الشعبية لإنقاذ غزة، والتي تهدف للضغط على صنُاع القرار، والجهات المسؤولة على المستوى الدولي والإقليمي، للعمل على وقف تهميش قطاع غزة، وإنهاء معاناة السُكان، بسبب الحصار الإسرائيلي، والانقسام، والاعتداءات الإسرائيلية.
وشارك في انطلاق الحملة من أمام بُرج المُجمع الإيطالي المُدمر، خلال الحرب على غزة عام 2014، بمدينة غزة، العشرات من الصحفيين، والحقوقيين، والكُتاب، والنشطاء.
تبلور الفكرة
وقال أحد مؤسسي الحملة الصحفي فتحي صباح، لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء“: “الفكرة بدأت من خلال عدد قليل من الأشخاص، بعد نقاش استمر أشهر، حول تساؤلات، أبرزها، إلى متى سيبقى الحال هكذا على ما هو عليه في غزة، وما الذي يُمكن فعله إزاء الحصار، الانقسام، الاحتلال، التهميش..”.
وأضاف صباح “من هنا نبعت الفكرة؛ وقُلنا علينا أن نُبادر بإلقاء حجر كبير في مُستنقع المياه الراكدة، والدفاع أنفسنا وحقوقنا وقضايانا؛ وأن غزة جزء أصيل من فلسطين، مليوني نسمة يعيشون بها في عين العاصفة، وأزمات كبيرة وطاحنة، (لا كهرباء، لا مياه صالحة للشرب، لا حرية حركة، لا علم، هناك بطالة مرتفعة جدًا..)”.
وتابع “لذلك قلنا لا بد أن نتحرك؛ لماذا نبدوا كأننا نعيش في حالة موت سريري؟!، لا يتحرك الناس، لماذا لا يتخذوا أي إجراء، يدافعوا به عن أنفسهم وحقوقهم؟!”؛ مُشيرًا إلى أن الفكرة أخذت حيز كبير من النقاش حتى تبلورت وأصبحت الحملة الشعبية، في ديسمبر/كانون أول المُنصرم.
وأستطرد صباح “قُلنا علينا التوجه للناس، وللمجتمع المحلي، والمسؤولين في غزة والضفة، ونتحرك تجاه المُحيط الإقليمي، من جامعة الدول العربية، والدول على رأسها مصر والأردن، والمجتمع الدولي، والأمم المُتحدة ومنظماتها، والاتحاد الأوروبي وسفراؤه المُعتمدين في فلسطين، لنقول على العالم أن يلتزم بمسؤولياته تجاه غزة، كُل واحد حسب درجة مسؤوليته”.
وأشار إلى أن الفكرة تدحرجت حتى كبُرت وجاء وقت الإعلان رسميًا عنها؛ قبل أن يتم الترويج والتمهيد وحشد المناصرة، عبر موقع التواصل الاجتماعي، واليوم كان باكورة بِدء النشاطات الفعلية على الأرض، والتي من المتوقع أن تستمر ثلاثة أشهر مع كافة الفئات المُتضررة من الواقع الحالي.
وشهدت مواقع التواصل تفاعلاً كبيرًا عبر هاشتاق ” #انقاذ_غزة “، الذي تصدر موقعي “فيس بوك، توتير”، وحصد أعلى ترتيب عالمي، بفعل حجم التفاعل الكبير، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، بعدة لغات، أبرزها العربية والإنجليزية.
وشدد صباح على أن الهدف الأساس هو الضغط على المسؤولين الفلسطينيين قبل العالم؛ لدى شعبنا حقوق عند الرئاسة والحكومة وغيرهما، يجب أن يحصلوا عليها، فلا يجو أن يبقى حوالي 2 مليون في سجن صغير، ونسبة البطالة أكثر من 50%، والفقر أكثر من 60%، وغيرهم من المرضى لا يستطيعون الحصول على تصاريح.
ميثاق ومرجعية الحملة
ونشر القائمون على الحملة، ما قالوا إنها “ميثاق ومرجعية لها”، وجاء فيها : “يعتبر قطاع غزة مكونًا رئيسًا من النسيج الاجتماعي، والجغرافيا السياسية للشعب الفلسطيني، إذ لعب قطاع غزة دورًا تاريخيًا في النضال الوطني الفلسطيني، وكان قاطرة الوطن ونبضه الدائم، بل كان دوماً ضمانة المشروع الوطني، فلا وطن حقيقي دون غزة”..
فغزة هي القلب النابض للوطن وهي خزانه ووقوده الدائم، وحينما تم حصارها، سعى الاحتلال لفصلها عن جسم الوطن، وحاولوا إبعادها وإقصائها وتهميشها أكثر فأكثر عن باقي الوطن، حتى فاق وجع غزة وألمها كل الخلافات السياسية والأيديولوجية التي تعيشها الساحة الفلسطينية.
ولا يُخفى على أحد، أن تراجع دور غزة وطنيًا، ساهم في تراجع المشروع الوطني ككل، الأمر الذي يستدعي ضرورة التصدي لهذا التراجع الذي ينذر بتبدد المشروع الوطني، وضياع الثوابت الوطنية التي أجمع عليها شعبنا.
لذلك فإن استعادة دور غزة وتعزيز مكانتها الوطنية تمثل مطلبًا لكل شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، لأن غزة بسكانها أحد أهم ضمانات بقاء مشروعنا الوطني نابضًا ومشتعلاً، فمع تراجع دورها ومكانتها؛ زادت غطرسة الاحتلال وممارساته الفاشية، وتوسع الاستيطان، كما زادت عمليات تهويد القدس العاصمة الأبدية لفلسطين.
أصبحت بفعل الاحتلال والحصار مهمشة تمامًا، وليس لها تأثير حقيقي وفعال يتوازى مع وزنها ودورها التاريخي والحالي في رسم السياسات وصناعة القرار الفلسطيني، وهي التي دفعت فاتورة هذا الاحتلال غالية من دماء أبنائها الشهداء والجرحى، وأسراها البواسل، إلا أن الوطن لازال ينبض لأن غزة لم تمت بعد..
فلنسارع لإنقاذ غزة من الاحتلال والحصار والتهميش، لأن إنقاذها يعني إنقاذ الوطن ككل، فلا وطن حقيقي دون غزة، ولا دولة فلسطينية دونها، وهي كما القدس، فهما سنديانة الوطن وضمانته الوطنية، لذا جاءت هذه الحملة الشعبية لنحمي غزة، وتستعيد دورها ومكانتها.
واستجابة لذلك، كانت هذه المبادرة التي تداعت لها مجموعة من الشخصيات الوطنية والعامة (مثقفين، كتاب، صحفيين، أكاديميين….الخ) الحريصة والغيورة على المشروع الوطني ككل، وعلى تعزيز دور غزة في هذا المشروع، ودافعهم الوحيد الحرص على الوطن والمواطن، لتخليص غزة مما تعيشه، وذلك انطلاقاً من انتمائهم الوطني الخالص.
مبررات النشأة
نشأت فكرة الحملة الشعبية لإنقاذ قطاع غزة بمبادرة من مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية ونشطاء في المجتمع المدني، حيث تداعت للتدارس والتباحث في واقع قطاع غزه المأساوي للخروج برؤى وتصورات لإنقاذ غزة الدفع بها نحو تصليب صمود اهلها والالتحام مع القضية الوطنية الشاملة، وصولاً لإطلاق حملة شعبية مفتوحة أمام كل الأحزاب والنقابات والجمعيات والمواطنين المؤمنين بأهدافها وأنشطتها.
كما باتت غزة تشهد تدهوراً خطيراً في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتردي الخدمات في مجال الصحة، والسكن، والكهرباء؛ وأظهرت التقارير الدولية أنها لن تكون صالحة للعيش في العام 2020 في حال استمرت الأوضاع على حالها!.
وكالة قدس نت للأنباء