ابتكارات مدرسية واعدة بأنامل صغيرة
الأحد, 11 مارس 2018
12:34 م
راديو كلاكيت-وكالات
تمكنت مجموعة من طالبات المدارس بالضفة الغربية المحتلة مؤخرًا من التوصل إلى ابتكارات صغيرة على نفقتهن الخاصة، تقول صاحباتها إنها ستقدم الكثير لخدمة مجتمعهن المحلي.
الطالبة في الصف الثامن بمدرسة اليامون الثانوية بجنين ياسمين أبو الهيجاء تمكنت من ابتكار منبهات حسية للجلطات القلبية، لتُحرز المرتبة الأولى في مسابقة للابتكار على مستوى المحافظة.
وحول فكرة الابتكار، تقول الطالبة أبو الهيجاء إنها فكّرت في الابتكار بعد وفاة خالها، إذ لم تكن العائلة تعرف السبب، وعلمت بعدها أنه بسبب جلطة قلبية، ففكرت في ابتكار جهاز يتنبأ بالجلطة القلبية لمساعدة المرضى.
وأشارت إلى أن جهازها يساعد أيضًا مرضى الربو الذين يشكون من نفس أعراض الجلطة، كما يُفيد بحالات جلطات الرئة.
وأضافت لوكالة “صفا”، “أتطلع قريبًا للعمل على تطوير الابتكار وصولاً إلى خاصية التنبؤ بحدوث الجلطات الدماغية قبل وقوعها”.
وفي ذات المحافظة؛ نجحت الطالبة بمدرسة بنات السيلة الحارثية الثانوية رحيق جرادات بابتكار سوارٍ آمن للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد.
وتقول جرادات لوكالة “صفا” إنها استلهمت الفكرة من تكرار حالات تعرض أطفال التوحد للفقدان أثناء التسوق مع ذويهم في الأماكن العامة.
ابتكار جرادات يتلخص في تثبيت سوارٍ بمعصم الطفل وآخر بمعصم والدته، فيما يبدأ السوارين بإرسال تنبيه صوتي حال ابتعاد الطفل عن الأم مسافة أربعة أمتار لإعلامها أن طفلها ابتعد عنها لتسهيل عملية العثور عليه.
ويعمل السوار الآمن وفق تقنية قياس نبضات القلب التي تمكن الأم من معرفة ما إذا كان طفلها مغشيًا عليه أو يواجه حالةً من الخوف. كما أن هذ السوار يُفعل خاصية الاهتزاز والتعقب عن بعد في حالة تعطل الإنذار الصوتي للوصول إلى الطفل المقصود.
ومن الطموحات المستقبلية لتطوير الابتكار، تسعى جرادات أن يكون على شكل تطبيق هاتفي يُمكن لأفراد العائلة متابعة مريضهم، كما يمكن شحن بطاريته بذات شاحن الهاتف النقال.
وفي قلقيلية، تمكنت أسيل فتحي وشهد سيف عيد من مدرسة بنات جينصافوط من ابتكار جهاز ذكي للكشف عن الأفاعي في المنزل عبر كاميرا تصوير متحركة بجميع الاتجاهات وتعمل على قراءة حساسية جلد الأفعى.
وأشارت الطالبتان في حديثهما لوكالة “صفا” إلى أن الجهاز يميز نوع الأفاعي عند رصدها، ويُصدر إنذارًا صوتيًا فور رصد الأفعى يعقبه إرسال رسالة نصية قصيرة إلى صاحب المنزل.
غياب الدعم
وعلى الرغم من بساطة تلك الابتكارات المدرسية، إلا أن غياب الدعم من الجهات الرسمية يمثل القاسم المشترك فيما بينها.
فتشير أبو الهيجاء إلى أنها وفرت معدات ابتكارها بجهد ذاتي وبمساعدة معلمتها، ووقف شُح الإمكانيات وعدم تجاوب العديد من الحالات المرضية عقبة أمام إنجازها.
ولا يختلف الحال لدى رحيق جرادات والتي أشارت إلى أنها عجزت عن أن تجد جهة توفر لها الدعم لتأمين القطع وبرمجة سوارها الذكي على لوح تطوير إلكتروني مع متحكم دقيق يُبرمج عن طريق الحاسب الآلي، وهو مصمم لتسهيل استخدام الإلكترونيات التفاعلية في المشاريع.
فيما لم يسعف الحظ مبتكرتا جهاز الكشف عن الأفاعي في عثورهما على ممول لشراء كاميرات حرارية مماثلة ومستلزمات ليشمل ابتكارهما الكشف عن أنواع الزواحف الأخرى.
منسق البرامج في مؤسسة “الرؤيا العالمية” في جنين جاك اسعيد يقول إن الدعم غائب عن هذه الشريحة من المجتمع، لذلك يتوقف الإبداع في مراحله الأولى ولا يجد من يتبناه.
أما مدير مؤسسة “تنمية وتمكين” الشباب بسمة شريم فترى أن الشبان المبتكرون يحتاجون ما هو أكثر من أجل تحويل ابتكاراتهم إلى اختراعات؛ “فلا بد من تشكيل مؤسسة رسمية متخصصة برعاية المواهب تحظى بموازنات خاصة”.
وأضافت شريم لوكالة “صفا” أن عنصر المتابعة وتوفير الإمكانات مفقود في كثير من الحالات التي تعتمد على الجهد الفردي ما يتسبب بحالة إحباط وعدم متابعة وتنمية للقدرات.