التواصل مع الآخرين مهارة أساسية في الحياة كيف ننميها؟
الخميس, 19 نوفمبر 2015
12:04 م
لا يمكن لأي شخص في هذا الكون أن يعيش وحيداً من غير أن يتواصل مع الآخرين، فنحن بحاجة إلى الحديث مع الآخر ومعرفة أخباره وأخبار المكان والبيئة المحيطة به، كما نحتاج إلى الآخر لنطلعه على ما في داخلنا من أحاديث ومشاعر وأسرار وما إلى ذلك من أمور تحتاج إلى طرف آخر نطلعه عليها، ولكي نتمكن من التواص مع الآخرين لا بد من التحلي بمهارة التواصل، وذلك بحسب الموقع الذي نحن فيه، فتواصل الآباء مع أبناءهم مثلاً يختلف من حيث الحاجة إلى المهارة، عن تواصل المدير مع موظفيه، أو الأستاذ مع طلبته أو المحاور مع الجمهور وهكذا، وأياً كان موقعنا من التواصل يبقى هناك مهارات أساسية لا بد من التحلي بها للوصول إلى الهدف المنشود، فتعالوا نتعرف بداية على مفهوم التواصل وأنواعه.
ما هو التواصل؟ وما أنواعه؟
يقصد بمهارة التواصل القدرة على التفاعل مع الآخرين، وتوطيد العلاقة بهم، وإيصال أي رسالة أو معلومة لهم، والقدرة على مشاركتهم تفاعلاتهم بالمقابل، وهذه المهارة تحتاج إلى بذل كل الجهد لكي نتمكن من إيصال المعلومة أو الغاية الصحيحة التي نقصدها من وراء الحديث الذي نتحدث به حتى لا يفهم المُستقبِل، وهو الشخص الذي نتواصل معه، الفكرة بشكلٍ خاطئ.
وعن أشكال التواصل فيمكن أن يكون بالكلام وهو التواصل اللفظي الذي نتحدث به، وقد يكون مكتوباً أو ارتجالياً، والتواصل غير اللفظي، والذي يتمثل بالإيماءات والحركات التي نقوم بها للتوضيح وإيصال الفكرة بالحركات التي تقرب ما نريد للمُستقبِل، وفي عصرنا لحاضر بات التواصل متاحاً من قبل التكنولوجيا عن طريق الاتصال الهاتفي أو التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتيح لنا خاصية الرسائل والمكالمات والفيديو.
لماذا نحتاج إلى التواصل؟
سبق وذكرنا أن كل شخص يحتاج إلى التواصل، وهو مختلف باختلاف مواقعنا، ونبدأ بالحاجة الأسرية إلى التواصل وربما هو أهم أنواع التواصل، فالأب والأم بحاجة دائمة إلى التواصل مع الأبناء والعكس صحيح، فمن الهام أن يطلع الآباء على كل ما يحدث مع الأبناء خلال يومهم، وأن يحاوروهم، في المقابل من الضروري أن يجد الآباء وقتاً للاستماع إلى أبناءهم، ومعرفة ما يحتاجونه وما يعانونه من مشاكل، وهذا لا يتم إلا بالتواصل اللفظي تحديداً.
وفي العمل كل واحد منا يحتاج للتواصل مع الآخرين، سواء مع الزملاء لمعرفة بعض الأسس والمستجدات، وللنقاش في أي نقطة تسهم في التقدم في العمل، أو مع الرؤساء والمدراء، والذين لهم دور هام في دفع التقدم في العمل ووضع الخطط والتقرب إلى الموظفين لمعرفة ما يحتاجون اليه للعمل ودعمهم.
أما في المجتمع بشكلٍ عام فكل شخص يقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الممتلكات العامة التي وجدت لخدمته، فأبناء الحي الواحد أو العمارة الواحدة لا بد أن يتواصلوا بينهم لمناقشة مشاكل النظافة والكهرباء والطرق والحدائق وأي موضوع مشترك يهم الجميع في ذلك المكان، وبالتالي الإسهام في تقديم كل ما هو جديد ومتطور ليستفيد الجميع.
كيف ننمي مهارات التواصل مع الآخرين؟
أما كيفية تنمية مهارات التواصل فلا تحتاج إلا إلى القليل من الصبر والمثابرة على تطوير الذات وتعويدها على التحدث والتعبير الهادف وانتقاء الألفاظ المناسبة ومراعاة الشخص المقابل ومستوى معرفته وثقافته لنتمكن من إيصال الفكرة الصحيحة اليه، ولعل أهم الأسس التي نحتاجها لتنمية مهارة التواصل هي:
القراءة وتطوير المعرفة، والتي تعتبر من أهم الأسس التي تنمي مهارة التواصل لدى الفرد، فعندما تقرا وتزداد معرفتك تصبح محاور جيد، كما تقدر على أن تجيب على كافة التساؤلات التي تتعلق بالموضوع الذي تحاور فيه.
كذلك لا بد من أن تكون على مستوى عالٍ من الثقة بالنفس؛ حيث أن الخوف أو الخجل يشكلان اكبر عائق أمام القدرة على التواصل، ولعل النقطة السابقة وهي المعرفة هي التي تكسبك هذه الثقة؛ فعندما تدرك أن انك تمتلك قوة المعرفة وأنك ليس اقل أو اضعف من الأشخاص الذين تتواصل معهم فهذا سيعزز ثقتك بنفسك ويقويك ويجعلك تتخلص من الخوف والخجل.
ولكي تتواصل مع الآخرين فعليك أن لا تتجاهل لغة الجسد والإيماءات والإشارة ولغة العين، وذلك من خلال التوضيح ببعض الحركات التي قد تساعد في إيصال الفكرة بشكلٍ اكبر، أما العين فلا بد من توزيع النظرات على الجمهور حتى لا ترتبك أثناء الحديث، كما يمكن أن تنقذك بعض الإشارات في حال خانتك الكلمات.
وكما تحب أن تكون محاور ومتحدث جيد فالتواصل يفرض عليك أن تكون مستمع جيد أيضاً، تسمع أراء الآخرين وأسئلتهم ونقدهم واقتراحاتهم وما إلى ذلك من نقاط قد تثار أثناء الحديث، واحرص على عدم مقاطعتهم أو حجبهم عن المشاركة.
ومن النقاط الهامة في التواصل مع الغير هي أهمية الوضوح والواقعية، وهما نقطتان أساسيتان في التواصل، فالحديث بلغة غير مفهومة أو صوت منخفض غير مسموع أو التحدث بشكل سريع يقف عائقاً أمام التواصل، كما أن التحدث ن أفكار ومشاريع خيالية ومستحيلة التطبيق بناء على المعطيات التي بين يديك أمر يجعل من التواصل شيء مفروغ منه.