الفلسطيني كريم الشكعة.. يتفوق بالقرآن بمسابقة دولية
الأربعاء, 28 ديسمبر 2016
11:58 ص
كان طموحًا شخصيًا لدى كريم مهدي الشكعة أن يحفظ كتاب الله تعالى عن ظهر قلب.. طموحٌ أوصله لتمثيل فلسطين في مسابقة دولية لحفظ القرآن، لكن مشواره معه لم يتوقف عن هذا الحد، فما زال أمامه الكثير.
الشكعة (25عامًا) من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حصل مؤخرًا على المرتبة السادسة خلال مشاركته بالدورة الـ12 لمسابقة الملك محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره.
المسابقة التي عقدت في الدار البيضاء بالمغرب بمشاركة 20 دولة، تضمنت حفظ القران الكريم وتجويده وترتيله، بالإضافة لتفسير جزئي 23 و24.
الشكعة يقول إن المسابقة اتسمت بالمنافسة القوية والتركيز على الحفظ المتقن وأدق التفاصيل بعلم التجويد، فيما فاز بالمركز الأول والثاني متسابقان مغربيان، والثالث تونسي، والرابع أردني، والخامس جزائرية.
قصة الشكعة مع حفظ القرآن بدأت في سن متأخر نسبيًا، لكنه استطاع أن يحفظه في غضون عام ونصف، فقد بدأ الحفظ في الصف التاسع بعمر 14 سنة.
يوضح في حديثه لوكالة “صفا” أنه توجّه لحفظ القرآن بدافع ذاتي وبتشجيع من العائلة، وكان في البداية يحفظ بمعدل نصف صفحة يوميًا، قبل أن يكثفه ويحفظ 3 صفحات يوميًا ويراجعها مع زميل له.
بعد ختم المصحف كاملًا، بدأ الشكعة بعملية المراجعة والتثبيت بمركز لجنة تحفيظ القران الكريم التابعة للجنة زكاة نابلس المركزية، ثم اتجه نحو تعلم التجويد.
يقول: “أمضيت سنتين في تعلم التجويد، قرأت خلالهما ختمة كاملة غيبًا، وحصلت على السند المتصل الذي يركز على أحكام التجويد الدقيقة”.
وبعد إتمام الحفظ، انتقل الشكعة لتحفيظ طلبة القرآن بمراكز لجنة التحفيظ، وانقطع عنها لفترة بعد التحاقه بالعمل، لكنه عاد مجددًا.
بركات القرآن
الشكعة الذي تخرج من الجامعة قبل سنتين حاملاً شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسوب، ويعمل حاليًا بهذا المجال، يجد بركات حفظه للقران في كل مفاصل حياته.
ويقول: “القرآن مغنم في هذه الحياة، وهو الطريق لحياة سعيدة في الدنيا، والسعادة الأبدية في الآخرة، والإنسان يجب أن يعيش معه طوال حياته، سواء بالحفظ أو التجويد أو بتدبّر آياته والعمل بها”.
ويشير الشكعة: “قدرات البشر تتفاوت من إنسان لآخر، لكن كل إنسان ينبغي أن يعيش حياته مع القران ويستغل أي وقت متاح لذلك”.
إنجازات وطموح
وإذا كانت مشاركته بمسابقة المغرب الأولى للشكعة دوليًا، فإنها لم تكن الأولى له محليًا، ففي عام 2012 شارك بمسابقة الأقصى المحلية بحفظ 20 جزءا، وحصل على المركز الأول.
وعام 2015 شارك بمسابقة “حفظة المسرى” في المسجد الأقصى بحفظ القران كاملًا وحصد المركز الثامن، ومسابقة النجاح الأولى وحصد المرتبة الثالثة، وكان للملتقى أثر كبير عليه في التعلق بالقرآن وتعلم أحكام التجويد بالذات.
يؤكد أن الكثير من الشيوخ العاملين في مجال تحفيظ القران لهم فضل كبير في تشجيعه وتحفيزه.
مشوار الشكعة مع القران لا ينتهي، وما زال لديه الكثير على هذا الطريق، ويقول: “أطمح لمراجعة وتثبيت القرآن بشكل أفضل رغم المستوى الذي وصلت إليه”.
كما يطمح لمتابعة مسيرته مع علم التجويد من خلال الحصول على السند المتصل في روايات أخرى، وكذلك في نفس الرواية مرة أخرى حتى يبقى مع القرآن حفظاً وقراءةً وتجويداً وتفسيراً وتطبيقا.
نابلس – خاص صفا