بعد عام.. متطوعون ينهون عزلة تامة تشبه بيئة المريخ

الثلاثاء, 30 أغسطس 2016 10:11 ص

بعد عام كامل من الإقامة في عزلة تامة في ظروف تحاكي البيئة على سطح المريخ، خرج المتطوعون الستة في وكالة الفضاء الأميركية ( ناسا) من محبسهم في جزيرة هاواي ليستأنفوا حياة عادية اشتاقوا إليها بعد اختبار قاس هو الأول من نوعه في العالم.

وضم فريق المتطوعين 3 رجال و3 نساء أمضوا عامهم هذا في قبة قطرها 11 مترا وارتفاعها 6 أمتار، في منطقة بركانية قاحلة، في تجربة تفيد وكالة ناسا في استعداداتها لإرسال رحلة مأهولة إلى المريخ (الكوكب الأحمر) في الأعوام المقبلة.

4c219537-09ea-480f-9a24-6a4a1a05bdfb_16x9_600x338

ولدى انتهاء التجربة، خرج المتطوع الفرنسي سيبريان فيرسو، وهو خبير في علم الاحياء الفضائي، معربا عن سعادته باستعادة المشاعر العادية التي فقدها على مدى عام، من التنزه في الهواء الطلق إلى لقاء أشخاص آخرين وأكل الطعام الطازج.

وظهر فيرسو في فيديو وهو يخرج من القبة ثم يلتقط الصور مع الزوار، فيما كان المنظمون يوزعون عليهم الفاكهة الطازجة والخضار.

وقال إن أصعب ما في التجربة كان الرتابة المملة التي عاشها مع رفاقه الخمسة، ناصحا من ينوون المشاركة في تجربة مماثلة بأن يصطحبوا معهم كتبا.

74d0513f-8ac3-4efe-bc0c-235245181eec

أما زميله الأميركي تريستان باسينغثوايت فتحدث عن طرق التسلية التي كانوا يلجؤون إليها، مثل رقص السالسا والعزف. وقال إن “العمل على أشياء تنمي الإنسان يقيه من الجنون”.

وفُرض على المتطوعين البقاء في القبة المعزولة وعدم الخروج منها إلا في مرات محدودة، مرتدين بزات رواد الفضاء، لذا فإنهم لم يشعروا بتقلبات الفصول.

وأضاف فيرسو أن “إرسال رحلة مأهولة الى المريخ أمر قابل للتنفيذ في المستقبل القريب، والمشكلات التقنية والنفسية يمكن تذليلها”.

8185b941-7021-4269-81c1-2c9b56c79e13

وحتى الآن تقتصر المهمات الى كوكب المريخ على المسبارات المحركة عن بعد، أما الرحلة المأهولة الأولى للإنسان الى الكوكب الأحمر فتعتزم وكالة الفضاء الاميركية إطلاقها في الثلاثينات من القرن الحالي.

وكان من ضمن الفريق أيضا عالم فيزياء ألماني و4 أميركيين: طيار ومهندس معماري وطبيبة وصحافية ومتخصصة في التربة.

ووضعت القبة في موقع يخلو من النبات والحيوانات، في منطقة مونا لوا البركانية وأدخل المتطوعون إليها في 28 أغسطس من العام الماضي.

وكان لكل منهم غرفة صغيرة فيها سرير بسيط ومكتب، وكانوا يقتاتون على الجبن والمعلبات. أما الاتصال بالإنترنت فكان محدودا.

وهذه التجربة واحدة من الاختبارات العدة التي تجريها وكالة ناسا على سطح الأرض أو في محطة الفضاء الدولية لدراسة التأثير النفسي والصحي على الرواد في رحلات فضائية بعيدة تتطلب أشهرا أو أعواما من السفر في الفضاء.

وستنفذ تجربتان مماثلتان في العامين 2017 و2018، وما زالت وكالة الفضاء الأميركية تبحث عن متطوعين لهما.

لوس أنجلوس – فرانس برس