تحت شعار “عائدون” الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى الـ 68 للنكبة

الأحد, 15 مايو 2016 09:58 ص

يحيي الشعب الفلسطيني اليوم الاحد في كافة أماكن تواجده في الوطن والشتات الذكرى الـ 68 للنكبة، التي حلت به عام 1948م والمستمرة بأشكال جديدة، وفصول أشد خطرا على فلسطين، أبرزها نكبته السياسية في قيادته المنقسمة في مواجهة اسرائيل.

وتعد ذكرى النكبة من أهم المناسبات التي يحييها الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين والمهجرين منهم، حيث ما يزال زهاء 6 ملايين لاجئ فلسطيني، ينتظرون حق عودتهم إلى أراضيهم وديارهم التي هجّرتهم منها العصابات الصهيونية.
وترمز النكبة إلى التهجير الجماعي والطرد القسري لمئات الألوف من المدنيين الفلسطينيين في العام 1948 وتأكيد الفلسطينيين على تمسكهم بحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم تنفيذا للقرارالأممي 194.
والنكبة مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج ديارهم، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح إقامة الدولة العبرية “إسرائيل”.
وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين التاريخية من العصابات الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسة وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية.
وتحت شعار “عائدون”، تعم الأنشطة والفعاليات المتنوعة في مختلف المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، للتأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها، وفق اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة.
وتنطلق مسيرات شبابيّة حاشدة من مخيمات اللجوء في الضفة الغربية، باتجاه “الخط الفاصل” عن الأراضي المحتلة العام 1948، متسلحين بمفاتيح العودة وكواشين بيوتات وأراضي أجدادهم وآبائهم وأعلام فلسطين، في رمزية دالة على “حق لا يموت بالتقادم”، كما زيّنته عناوين مسيّراتهم.
بينما تستحضر ساحات رام الله مشهد النكبّة، بتسيير حافلات تاريخية قديمة من عمّر الذكرى الثامنة والستين، عقب إعادة تأهيلها وتشغيلها لتحميل لاجئين اختبروا اللجوء، حينما أقلتهّم نفس الحافلات، التي انخفض عددها إلى العشرة، من بلداتهم وأراضيهم في العام 1948، إلى مدن الضفة الغربية.
في حين يصدح طلبة المدارس الفلسطينية، خلال حصصهم الدراسية الأولى، بعبارات وأناشيد وطنية تؤكد حق العودة، تزامناً مع “إطلاق صافرة الحداد، اليوم، لمدة 68 ثانية من سماعات المساجد، وقرع أجراس الكنائس ظهرا”، بحسب اللجنة.
كما يشهد قطاع غزة المحاصر تنظيم الأنشطة والفعاليات المتنوعة، أبرزها مهرجان “عائدون” الضخمّ، لتأكيد عدم التنازل عن حق العودة والمطالبة بالتحرك الدولي تجاه تسريع عملية إعادة إعمار القطاع.
ودعا ائتلاف شباب الانتفاضة الشعب الفلسطيني بأطيافه وفصائله للمشاركة الفاعلة في كل فعاليات ذكرى النكبة، مؤكدا على ضرورة خروج تظاهرات في كل خطوط التماس .
ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى تفعيل الانتفاضة في الضفة وعلى حدود قطاع غزة التي أطلقها شبان فلسطينيون في ذكرى النكبة .
وقالت الحركتان في تصريح صحفي مشترك، “إنهما تدعوان كل الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس والقطاع إلى الانخراط في هذه الفعاليات.”
كما تحي الجاليات والتجمعات الفلسطينية وحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني الذكرى ال68 للنكبة، حيث من المتوقع أن تشهد عشرات المدن الأوروبية والأمريكية ومثلها في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأستراليا، سلسلة فعاليات سياسية وجماهيرية وثقافية في إطار التمسك بحق العودة إلى فلسطين ومواصلة النضال من أجل استرداد الوطن وتحقيق الحرية والمساواة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ويجري التحضير لمسيرات في برلين ولندن ونيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس وتورنتو ومونتريال وفانكوفر وبروكسل وغيرها، فيما تشهد مدن مدريد وبرشلونة ومالمو السويدية مهرجانات جماهيرية وندوات سياسية ومعارض فنية.
وتجري فعاليات ذكرى النكبة هذا العام في دول المنافي والمهاجر البعيد في ظل تصاعد دور حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل وتحقيق انجازات سياسية واضحة على هذا الصعيد.
ورغم مرور 68 على اقتلاع الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني من وطنه الاصلي فلسطين إلا أن الجاليات الفلسطينية في المنافي البعيدة من أبناء الجيل الثالث والرابع لا تزال تواظب على اعتبار يوم 15 مايو / أيار يوما للنضال من أجل التأكيد على حقها التاريخي في وطنها و وطن الاجداد .
ويتوقع المراقبون للشأن الفلسطيني في الخارج تزايد المشاركة الشعبية الفلسطينية في دول الشتات البعيدة خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك لما توفره بعض هذه الدول للجاليات الفلسطينية من هامش للحركة والتواصل والتنظيم، سيما وأن العام القادم سيكون العام 100 على النضال الفلسطيني في مواجهة الاستعمار الاجنبي والحركة الصهيونية .

وكالة قدس نت للأنباء