صور:: تحذيرات وتوجيهات- مستحضرات تجميل بـ”متاجر إلكترونية”

الثلاثاء, 27 سبتمبر 2016 10:53 ص

انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة صفحات “متاجر إلكترونية” لبيع مستحضرات التجميل، في وقت غابت فيه الرقابة عن عدد كبير من هذه المتاجر، والتي شكل بعضها مصدرا لاستغلال المستهلكين الساعين للحصول على منتجاتهم بمواصفات ومعايير معينة.

وتقوم فكرة المتاجر هذه على بناء صفحة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبشكل خاص الفيسبوك، ويتم الترويج لها وتتضمن مستحضرات تجميل مخصصة بشكل أساسي للنساء، وتعرض من خلالها مواصفات هذا المنتج الذي في الغالب يتم الإدعاء بأنه منتج “أصلي” ومطابق للمواصفات الصحية.

عديد الضحايا سقطوا في شرك الخداع

لكن واقع الحال ليس كما يهيأ للكثيرين، فقد وقع العديدون ضحايا لتزوير من قبل بعض هذه “المتاجر” التي خدعت المستهلكين، وقالت رنا وهي فتاة في العشرينيات من العمر لـ معا: “اشتريت منتجا لتفتيح البشرة من إحدى الصفحات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولكني فوجئت بعد استعماله بانتشار البثور على بشرتي، بدلا من أن يعطيني النضارة التي كنت أرجوها”.


أما ميسون وهي فتاة تبلغ (25 عاما) خريجة الطب، فعلى الرغم من معرفتها ببعض الأنواع المشهورة من المستحضرات الطبية، إلا أنها خدعت في حجم المنتج الذي لم يطابق ما تم الإتفاق عليه مع المسؤول عن الصفحة “المتجر الإلكتروني” لتستلم في النهاية عبوة بحجم أقل من المتفق عليه.

ويذكر أن مستحضر التجميل هو كل مادة أو تركيبة تكون معدة للإستخدام الآدمي والتي بتماسها مع مختلف المناطق السطحية من جسم الإنسان، قادرة على إحداث تغيير بمظهرها أو تصحيح راحتها أو الحفاظ عليها بشكل جيد.

 أصحاب المتاجر لهم رأي آخر!

“لمعت في رأسي فكرة بيع مستحضرات التجميل- إنها هوس الفتيات هذه الأيام-” يقول محمد وهو خريج من كلية الحقوق، إن الفكرة بدأت تتبلور في رأسه لكسب المزيد من الدخل فعمل على شراء المستحضرات من التجار بالجملة وبيعها للفتيات.

 ويضيف محمد: “سرعان ما اكتسبت الخبرة بعد عام ونصف، وأصبح لدي زبائن يثقون بما أقدمه لهم وتطور الأمر من البيع عبر الفيسبوك إلى فتح محل تجاري”.

رزان في العشرينيات من العمر، تخرجت منذ عامين بتخصص إدارة الأعمال، ولم تعثر على عمل فكان خيارها لكسب الرزق فتح صفحة عبر موقع الفيسبوك لبيع مستحضرات التجميل، خصوصاً أنها محبة ومتابعة لما ينتجه عالم مستحضرات التجميل.

تقول:”ما أبيعه من مستحضرات مطابق للمواصفات، ومصدره مراكز معتمدة، وخيار مناسب للزبائن الذين يبحثون عادة عن السعر المنخفض للمنتج وهذا ما يجدونه لدينا”.

وحول سؤال معا لها إن كان قد سبق وتعرضت للرقابة أو المتابعة من قبل الجهات الرسمية فيما يتعلق بالمنتجات التي يتم بيعها ومصادرها؟، نفت رزان أن يكون أحد راجعها في هذا الخصوص.

تحذيرات وتوجيهات.. والرقابة غاية لا تدرك

من جهتها، نيفين شخشير رئيس قسم في دائرة الرقابة الدوائية بوزارة الصحة، أوضحت لـ معا أنه من الصعب الرقابة والسيطرة على ما يتم نشره عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيما يتعلق ببيع مستحضرات التجميل.

وأشارت إلى أنّ الوزارة أصدرت تحذيرات وتوجيهات بعدم الشراء من مصادر غير موثوقة، لخطورتها على المواطن ولعدم معرفة المواد المستخدمة في تصنيعها، ولكن لا يأخذها الجميع على محمل الجد كما قالت.

وبالعودة لباعة المستحضرات، تقول الشابة “زمرد” إنها لا تعرف إن كانت المنتجات التي تتعامل معها خاضعة لموافقة وزارة الصحة أم لا.

هل هناك التفاف على القانون؟

وفي اجابتها على سؤال: هل يشكل بيع مستحضرات التجميل عبر مواقع التواصل الاجتماعي التفاف على القانون؟، أكدت مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة د. رانيا شاهين في حديث لـ معا، أن عدم تسجيل مستحضرات التجميل لدى وزارة الصحة هو تضليل للمستهلكين.

وأوضحت أن وزارة الصحة نشرت تعليمات النشر الدوائي وتشمل ضبط عملية الترويج، والشروط الواجب توافرها في مندوبي الإعلام الدوائي، وشروط الدعاية والإعلام لمستحضر موجه للجمهور مباشرة.

وعن تسويق المنتجات عبر الصفحات ومدى مطابقة المنتج في الواقع مع ما يتم الإعلان عنه، تقول سماح التي اشترت مستحضر تجميل:” أحيانا أشعر أنني أرمي نقودي في القمامة، عندما أشتري من هذه المواقع، لعدم نفعها، خاصة بعد أن اشتريت منتجا لم أكن أعلم توفر أحجام منه، ووصلني بحجم لا يناسبني”.

من ناحيتها، مديرة المعلومات الصيدلانية في وزارة الصحة تهاني فتوح أكدت لـ معا أن هناك عقوبات مختلفة لمن لا يلتزم بالتعليمات حسب نوع المخالفة، مبينة أنه يجب على المواطنين أن يتوجهوا لوزارتي الصحة والإقتصاد في حال تعرضهم لشراء منتجات غير قانونية.

ولفتت إلى أنه في حال تلقي أي شكوى عن أي منتج، يقومون بفحصه، وفي حال احتوائه على مواد غير مصرح بها أو يحتوي على مشاكل في الجودة، يتم سحبه من الأسواق ويحذرون المواطنين منه.

وبالمحصلة لا اختلاف أن البحث عن الجمال والشباب الدائم ونظارة البشرة مطمح للجميع، لكن هذا الأمر لا يمنع أن نتسلح بالوعي الصحي وننشره بين أفراد المجتمع، حتى لا نقع ضحايا التزوير والغش.

بيت لحم- دعاء شمروخ- تقرير معا-