جبل العشاق في بيت لاهيا .. يحتضر

الإثنين, 6 فبراير 2017 10:21 ص

 ظل جبل العشاق او “تل الذهب” كما يسميه البعض لعقود من الزمن المتنفس الطبيعي الأبرز لسكان بيت لاهيا والمناطق المجاورة حتى اخضعه الانسان لمصالحه الشخصية.

وتعرض الجبل الذي يقع اقصى شمال بيت لاهيا خلال السنوات الأخيرة الى التخصيص والبيع سيما وانه مملوك لبعض العوائل.

وتقلصت مساحة الجبل من نحو عشرين دونماً قبل عدة سنوات الى اقل من ثلاثة دونمات الان بعد ان تم بيع رماله وزراعته.

ويعتبر الجبل من اعلى المناطق في بيت لاهيا ويطل على جميع احيائها وكذلك على احياء أخرى كما يطل على بعض القرى الإسرائيلية خلف الحدود التي تبعد اقل من كيلو متر واحد.

ورغم تقلص مساحته ومحدوديته الا ان الكثير من السكان لا يزالوا يذهبون اليه للاستمتاع بصفاء الجو والشمس الساطعة ورماله الذهبية النظيفة وبعده عن الازدحام السكاني.

ولم يخف سكان المدينة استيائهم الشديد من اندثار الجبل الذي ارتبط اسمه بالحب والالفة بين السكان حيث ظل ملتقاهم على مدار العقود الستة الأخيرة.

ولا يزال السكان يحافظون على الجلوس في حلقات فوق الجبل وتجاذب اطراف الحديث واحتساء المشروبات الساخنة بل وصناعته هناك إضافة الى تناول طعام الغداء تحت اشعة الشمس الدافئة.

ويقول المواطن محمد مسلم الذي جاء برفقة عدد من أصدقائه ظهيرة الجمعة الماضي الى الجبل بحزن انهم يأتون الى هنا للاستمتاع بأكبر قدر من الوقت قبل القضاء على الجبل كونه مملوك لبعض العوائل والتجار.كما جاء في تقرير لصحيفة “الأيام” الفلسطينية

وأضاف مسلم في الثلاثينيات من عمره انه اعتاد ومنذ صغره على القدوم الى الجبل برفقة أصدقائه للاستمتاع بجمال الطبيعة ومشاهدة الكروم والأشجار ومزارع التوت الأرضي من فوق الجبل.

واعتبر ان الجبل قيمة تراثية وسياحية كبيرة كان يتوجب على جهات الاختصاص عدم السماح بتغيير طبيعته ومعالمه.

ويوافقه الرأي صديقه أحمد الكيلاني والذي انشغل في صناعة القهوة لزملائه حيث يرى في اندثار الجبل باندثار المتنفس الوحيد والابرز لسكان بيت لاهيا.

واستهجن عدم الحفاظ على طبيعة الجبل خصوصاً وان سكان بيت لاهيا اعتادوا منذ اكثر من نصف قرن على الصعود اليه وقضاء وقتاً طويلاً سيما في فصل الصيف.

ولا يقل جمال واهمية الجبل في فصل الشتاء عن فصل الصيف كما تقول السيدة هناء والتي جاءت برفقة عائلتها الى الجبل.

وقالت انه المكان الوحيد الذي يمكن الاستمتاع بشمس الشتاء لأطول فترة ممكنة بعيداً عن ضوضاء المدينة.

وأضافت هناء في الاربعينيات من عمرها انها تأتي الى هنا كل يوم جمعة في فصل الشتاء تتناول طعام الغداء مع عائلتها ومن ثم الانصراف قبيل المغرب.

وعبرت هناء عن حزنها لقرب نهاية الجبل سيما بعد ان تملكه عدد من تجار الأراضي ويعرضونه للبيع وبالتالي سيفقد اخر ما تبقى من رماله الصفراء الذهبية النظيفة.

وقالت انه وباندثار الجبل الذي يرتفع عدة امتار عن المناطق المحيطة سيفقد الجيل الصغير الان اهم معلم سياحي وترفيهي.

واعتاد الأطفال على اللعب والقفز عن سفح الجبل باتجاه الكروم والحقول المجاورة.

اما المسن هاني حمود فقال ان للجبل ذكريات جميلة عند كل فرد من مدينة بيت لاهيا كونه كان ولا يزال المكان الذي يفرغ هؤلاء همومهم ويستعيدون لياقتهم العقلية والجسدية عندما يصعدون اليه ويستمتعون بالمناظر الطبيعية من حوله.

وعبر عن حزنه الشديد لتأكل الجبل وانحسار مساحته بشكل كبير جداً ، مضيفاً ان الجيل الصغير سيعاني كثيراً في ظل اختفاء المعالم السياحية المهمة في البلدة.

وطالب حمود في أواخر الستينات من عمره البلدية بالاهتمام بما تبقى من الجبل ليظل متنفساً طبيعيا ومجانياً لسكان البلدة الذين يعانون من محدودية المساحات والمحميات الطبيعية والمتنزهات.

رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون قال ان الجبل هو ارض خاص لعدد من العوائل وبالتالي لا سلطة للبلدية عليه حتى تمنع ان تصرف فيه.

وأضاف الدحنون خلال حديث مع “الأيام” ان البلدية تخطط لجعل منطقة شمال بيت لاهيا منطقة سياحية زراعية كما هو موجود في ماليزيا.

وقال الدحنون إن المنطقة ستضم حقول ومحميات زراعية وبرك اسماك ومطاعم وغيرها، مضيفاً انه سيتم استغلال طبيعة المنطقة.

وأكد الدحنون ان منطقة بيت لاهيا تحتاج الى متنفس طبيعي وهذا ما تقوم به البلدية رغم محدودية الإمكانات.

غزة – عيسى سعد الله