تحدى فلسطينيو اللد وسط فلسطين المحتلة عام 1948 هدم الاحتلال الإسرائيلي لخيام الأفراح الخاصة بهم، وأقاموا فرحًا على أنقاضها، التي تحوي مناسباتهم على مر السنين الماضية.
وشهدت أرض “خيام أفراح العرب” التي هدمها الاحتلال الثلاثاء الماضي، زفاف العريس مروان الزبارقة، وسط أجواء من الفرح، شكلت ردًا قويًا على سياسة العنصرية والحقد التي تمارس ضد فلسطينيي اللد.
ولم يرق لرئيس بلدية الاحتلال “يائير رفيفو” وتكتله اليميني المتطرف أجواء الأفراح الفلسطينية والتكاتف الاجتماعي الذي يرسمه الفلسطينيون في مناسباتهم، فانقض بآلياته على “خيام أفراح العرب” واجتثها بالكامل.
ويحي الفلسطينيون في اللد أفراحهم في تلك الخيام البسيطة ذات الطابع التراثي، والمنصوبة على مساحة لا تتعدى الـ10 إلى 15 مترًا في حي السكة الشمالي، في ظل انعدام صالات الأفراح باستثناء واحدة، لا تكفي لاستيعاب كل المناسبات.
انقلاب على اتفاق
وجاء هدم الخيام الثلاثاء الموافق الـ 24 من مايو الجاري، عنوة وبشكل مفاجئ، لينقض رئيس بلدية الاحتلال بأمره هذا على الاتفاق مع أعضاء البلدية العرب واللجنة المحلية، بإبقاء الخيام لأهميتها وضروريتها بظل عدم وجود بديل.
ويقول عضو بلدية اللد الفلسطيني عبد الكريم الزبارقة لوكالة “صفا”، إن هدم خيام الأفراح جريمة أمر بها رئيس البلدية اليميني المتطرف.
ويؤكد أن سيارات شرطة الاحتلال مدعومة بالأسلحة والقوات الخاصة، انقضت فجأة وبشكل سافر على الخيام صباح الثلاثاء وباشرت بهدمها.
وتتزامن هذه الإجراءات مع إدارة البلدية الجديدة التي ينتسب معظم أعضاءها اليهود إلى الائتلاف المتطرف من حزب “الليكود” والأحزاب اليمينية الأخرى.
وحسب الزبارقة، فإن امتعاضا من قبل الإدارة تجاه الخيام التي تقام فيها المناسبات والأفراح الفلسطينية، إضافة إلى قضية رفع الأذان التي لا تفتأ هذه البلدية بالحديث عنه والجدال فيه.
وسبق هدم هذه الخيام حراك فلسطيني جماهيري ورسمي ميداني، لأنه سبق وأن قررت البلدية إزالتها إلا أنها قوبلت بهذا الحراك والضجة الإعلامية ضدها.
وخلال اجتماع في فبراير العام الماضي2015، اتفق على إبقاء الخيام لأهميتها ولكونها حضارة وثقافة وجزء من العادات والتقاليد الفلسطينية، ولا يمكن التعدي عليها بأي حال من الأحوال.
ويشكل الفلسطينيون نسبة 30% من عدد سكان مدينة اللد حاليًا، والبالغ عددهم قرابة 70 ألف نسمة.
كراهية العرب
ويؤكد الزبارقة أنه سبق هدم الخيام جلسة صاخبة في البلدية الاثنين الماضي، ودارت مجادلة كبيرة بين الأعضاء العرب ورئاسة البلدية، التي حاولت التعدي في نقاشها حتى على موضوع منع رفع الأذان بالمدينة، إلا أن الأعضاء العرب قابلوا ذلك بالرفض لمجرد الحديث عن ذلك.
ويقول “رئيس البلدية لا يريد أن يرى عربيًا في اللد، بل إنهم يغتاظون من أي معلم من معالم الفلسطينيين حتى خيام الأفراح، التي يمنع فيها علو الصوت والمفرقعات وإطلاق النار، وبالتالي فحججهم واهية والسبب عنصري مقيت”.
ولا يمر أسبوع إلا وتنفذ سلطات الاحتلال عملية هدم في مدن الداخل الفلسطيني، وتصاعدت هذه الجرائم مؤخرًا ضد صالات الأفراح والمتنزهات العامة.
وفي هذا الإطار، هدم الاحتلال مطلع مايو الجاري قاعتي أفراح ومطعمين في قريتي كابول بالجليل، وجسر الزرقاء قرب حيفا.
الأفراح مستمرة
وبالرغم من هدم خيام أفراح اللد، إلا أن الفلسطينيون يصّرون على إعادة نصبها بل وإقامة أفراحهم في ذات المكان، وتحديًا لهذا الهدم أقاموا عرسًا على أرضها، في اليوم التالي لهدمها.
ويعتبر رئيس البلدية أن هذه الخطوة تأتي تحديًا لهدم الخيام، وأنها انعكاس لحضارة وثقافة متجذرة ولا يمكن إزالتها في يوم وليلة.
ويشير إلى أن الأهالي عزموا على نصب الخيام مجددًا، وستستمر الأفراح الفلسطينية فيها رغمًا عن أنف رئاسة البلدية واليهود.
وفي النهاية، فمن باب أولى – حسب الزبارقة- أن يخرج من اللد اليهود الذين أتوا من عدة أماكن، ويحاولون تحويل المدينة إلى “ريشون” أخرى من جديد، أي تحوليها ليهودية بحتة لا عرب فيها.