فلسطيني يدخل غينيس للأرقام القياسية بسبب هذه المهنة!
الخميس, 1 سبتمبر 2016
10:54 ص
ضرير وعمره فوق التسعين عاما وما زال يدير مكتبه وسط مدينة رام الله
وسط فندق في مدينة رام الله تجمع المئات من الفلسطينيين في انتظار وصول رجل ضرير يرتدي بدلة أنيقة وبجانبه شخص يساعده على المرور. تصفيق حار وابتهاج وصفير هو كل ما كان يدور في الأجواء لدى وصول فؤاد شحادة، المحامي الكهل الذي يزيد عمره عن 90 عاما، ويحتفل اليوم بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
ووفق ما أفاد موقع موسوعة غينيس الإلكتروني فإن المحامي الفلسطيني فؤاد شحادة أصبح أكبر محامٍ ممارس لمهنة المحاماة في العالم بفترة زمنية بلغت 66 عاما و137 يوما.
وقال شحادة الذي كان يسير ببطء بين الحضور، إنه سعيد باستمراره في عمله حتى هذا اليوم في مهنة تحتاج دوماً إلى تركيز عال ومتابعة حثيثة وفهم للقوانين.
وأشار إلى أنه تأثر بوالده كثيرا حيث كان صحافياً وناشطاً سياسياً كما تأثر بأمه التي أصرت على أن يتلقى تعليما مميزا في مدارس داخلية، انتهاء بالجامعة الأميركية في بيروت ثم بمعهد الحقوق في مدينة القدس المحتلة، حيث حصل منه على شهادة المحاماة موقعة من قبل حكومة فلسطين في 13 مارس 1948، وقبل أيام قليلة فقط من النكبة.
ووفق شحادة فإن النكبة التي شتت الفلسطينيين أثرت كثيرا على مهنته في بداياتها، لكن إصراره على مواجهة إسرائيل وسياساتها، دفعته إلى افتتاح مكتب المحاماة في مدينة رام الله، ومن هناك تمكن بالشراكة مع عمه المحامي أيضا من ربح أول قضية ضد إسرائيل.
يقول في هذا الصدد “حين وضعت إسرائيل يدها على أموال الفلسطينيين المودعة في بعض البنوك الأجنبية العاملة في فلسطين قبل أكثر من نصف قرن، على اعتبار أن أصحابها باتوا غائبين نجحت بالتعاون مع عمي في إزالة التجميد الذي وضعته حكومة إسرائيل على الأموال التي كانت تقدر في ذلك الوقت بالملايين”.
قصة المحامي شحادة، وفق ما يرويها هو مليئة بالإثارة فقد تعرض أثناء ممارسته المهنة لمحاولات اغتيال من قبل عصابات استيطانية إسرائيلية، لكن الضربة المؤلمة له وفق ما يقول هي حادث سير أليم تعرض له عام 1978 أدى إلى فقدانه البصر جزئيا ثم كليا، ورغم ذلك ظل يمارس المهنة.
في مكتبه بمدينة رام الله يعتمد شحادة على مجموعة كبيرة من المحامين، يفوق عددهم الـ20، بينهم أولاده الذين مشوا على دربه، وكلهم يروون له تفاصيل القضايا التي يتداولون فيها نيابة عنه وبتوجيهاته. فالرجل يمارس المهنة من داخل مكتبه ويوجه مساعديه، لاسيما أنه لا يستطيع الحركة بسلاسة ولا يسعفه جسده في الذهاب يوميا إلى المحاكم.
أمجد سمحان