ينشد كل من منا السعادة وكل بمفهومه الخاص لها، فيدركها البعض ويظل آخرون مجتهدين في رحلة البحث عنها، فماذا عنك هل تلمستها أم ليس بعد؟

هو الموضوع الذي يجتر كثيرا ولا يستهلك، موضوع تم التطرق إليه في الماضي، ويتدارس في الحاضر، وسيظل الشغل الشاغل للأفراد والباحثين في المستقبل.

ولأنه كذلك فقد انطلق في دبي الحوار العالمي للسعادة، بمشاركة أكثر من 300 شخصية تجمع علماء وخبراء وصناع قرار، لبحث سبل تأسيس حوار يتم من خلاله التوصل لتوجهات جديدة تحقق السعادة لشعوب العالم.

مسرح آخر يعتليه مدير مركز دراسات هارفارد لتنمية الكبار روبرت والدنغر، ليتحدث عن الأسباب التي تجعل الناس سعداء، هذه المرة في دبي، ويبدو الاهتمام بما يقوله واضحا. فالباحث مشهور عالميا ويعلم الجميع هنا أن دراسته استمرت 77 عاما.

وقال الباحث إنه توصل إلى دروس أولها أن الوحدة قاتلة للإنسان، فالمنخرطون في علاقات قوية أكثر سعادة، ويعيشون مدة أطول، ثانيا العلاقات الزوجية المليئة بالمشاكل أكثر قسوة على الصحة، ثالثا من لديهم أصدقاء يعتمدون عليهم في الأزمات يتمتعون بذاكرة أفضل ويعيشون حياة أكثر سعادة.

كما عدد الباحث في دراسة أخرى أسبابا للسعادة تتمثل في: العمل من أجل هدف، والتفكير الإيجابي، والعطاء، والحرية، والصحة الجيدة.

وإن كانت جل أسباب السعادة تبدو اجتماعية إلا أن عدة حكومات بدأت مؤخراً تهتم بها باعتبار أن توفير السعادة وظيفة سياسية للحاكم ومقياس للحكم الرشيد في البلاد وهو ما تؤكده دساتير العديد من الدول.

ففي الولايات المتحدة التي يطلق عليها البعض بلد الحريات والاختلاف يقر الدستور بحقوق غير قابلة للتصرّف، مثل الحق في الحياة، والحرية، ونشدان السعادة.

وفي اليابان كذلك عليك ألا تحزن فقط اسعى للسعادة، لأن الدستور هناك يعتبره حقا ساميا في التشريع وفي الشؤون الحكومية الأخرى،وفي دبي أين يتلمس العالم السعادة في مؤتمر عالمي تبدو البلاد رائدة عربيا بعد استحداث وزارة للسعادة.

قناة العربية