تمتاز محافظة خان يونس ثاني أكبر محافظات قطاع غزة مساحةً وسكانًا “بسوق الزيتون” الأثري الشعبي، الواقع وسطها، والذي يمتد تاريخه لأكثر من 50 سنة.
عشرات الباعة يتواجدون في موسم قطف الزيتون ما بين شهري سبتمبر وأكتوبريعرضون الزيت والزيتون في أبهى حُلةلجذب زبائنهم.
سوق الزيتون الشهير في المدينةأقيم قديمًا أمام قلعة برقوق الأثرية، التي كانت مقصد التجار والمُسافرين قديمًا، والقوافل التي تمر عبر فلسطين، لكن الزحف العمراني وإقامة مواقف، دفع التجار لنقله لشارع شراب وسط سوق الخضروات والفواكه اليومي الدائم.
ويحافظ هذا السوق على بقائه طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة، بفعل اعتماده من قبل التجار والباعة كسوق طوال العام لبيع الزيت ومخلل الزيتون، وموسميًا لبيع الزيت والزيتون الطازج؛ عدا عن تردد الكثير من السكان للشراء منه بشكل يومي.
والمتجول داخل السوق يجد مُختلف أنواع الزيتون تعرض داخل أواني بلاستيكية، ويجلس خلفها باعة معظمهم من كبار السن؛ كما تجد من يبيع وأخر يشتري، وأخر يقيم ويُحدد سعر الزيت والزيتون الوارد يوميًا للسوق، بين التجار المتنافسين على شراءه.
خلف جالونات ممتلئة بالعديد من أنواع الزيتون وأخرى بالزيت، يجلس المُسن حسن كوارع (75عامًا)، أقدم تاجر وبائع ودلال في السوق/ مُستأجره من البلدية، ويُمسك بيده عكاز خشبي، ويتابع الداخل والخارج من السوق، ويُشارك في تحديد ثمن شرائه وبيعه.
ويقول كوارع لمراسل وكالة “صفا“: “هذا السوق قديم جدًا، والأجداد والآباء هم الذين أقاموه أمام مبنى القلعة المتبقي جزءً منها حتى يومنا هذا، ومع الزحف العمراني وإقامة محال ومواقف للسيارات انتقل السوق منذ حوالي عقد ونصف من الزمان لشارع شراب أو ما يعرف باسم شارع السينما“.
ويضيف كوارع “السوق يُقام هنا طوال العام لبيع الزيت والمخلل، وفي موسم قطف الزيتون، يفتح يوميًا، من الخامسة صباحًا حتى العشاء، لبيع وشراء مختلف أنواع الزيت والزيتون والمخلل، بالأسعار المتداولة والمُتعارف عليها في السوق المحلية“.
ويتابع “السوق يحافظ على مكانته، حتى بات المكان يعرف لدى الكثير بسوق الزيتون، وكان وما زال مقصد كل من لديه زيت وزيتون لبيعه؛ فالتجار يتولون شراؤه وبيعه والاستفادة منه، وأحيانًا يأتي مالكو الزيت والزيتون يبيعونه بأنفسهم“.
ويُشير كوارع إلى أن السوق يُتيح مصدر رزق للكثير من الناس، الذين يشترون ويتاجرون في الزيت والزيتون؛ لافتًا إلى وجودة وفره كبيرة هذا العام في الكميات المتوفر، ما أدى لانخفاض أسعارها خلاف السنوات الماضية؛ لكن تهريب بعض المواطنين للزيت المصري قليل الجودة لغزة تسبب في خفض الأسعار أكثر.
ويوضح إلى أن الكيلو منزيتون (الشملالي) يُباع بـ بـ4 شواقل وجالون زيته بـ75_70دينار، (K18) بـثلاثة شواقل وجالون زيته بـ65 دينار، (والسُري) بنحو ستة شواقل وزيته ما بين 80_85دينار، والأسود من الشملالي والسري بنحو سبعة شواقل للكيلووزيته أكثر من 85 دينارًا، أما (النبالي) ستة شواقل، (والسوري التفاحتين) أربعة شواقل،أما الزيت المصري فيُباع بـ60دينار.