كثرة الاعتذار تسبب الخذلان.. لا تقل «آسف» في هذه المواقف

الثلاثاء, 26 أبريل 2016 11:31 ص

صحيح أن الاعتذار من شيم الكبار، كما يقال. ولكن عندما يكون الاعتذار في غير محله، فإنه يضر أكثر مما يفيد. فكثرة قول «آسف» بلا سبب وجيه، تؤدي إلى نقصان الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات والشعور بالخذلان.

هذا إضافة إلى أن كثرة ترديد الكلام تفقده معناه، فيغدو الاعتذار الحقيقي فارغاً من المعنى، بدلاً من أن يكون طلباً للصفح ورتقاً لعلاقة قائمة أو حتى بذرة لعلاقة جديدة.

إليك خمسة مواقف يكثر بعض الناس الاعتذار فيها، ولكنها لا تحتاج إلى اعتذار. فتجنب الاعتذار فيها واحفظه لوقته.

1- لا تعتذر عند طلب شيء تريده

إذا كنت تطالب بحقك في شيء ما، فلا داعي لأن تبدأ كلامك بعبارة «أنا آسف، ولكن..». إذا كنت تطالب بصلاحيات أكبر في العمل أو بترقية مناسبة أو بزيادة في الراتب، فهذا حقك تماماً ولا يحتاج إلى أي اعتذار مسبق.

وكما ينطبق هذا الكلام على العمل، فإنه ينطبق على جميع أنواع العلاقات كذلك. وأسوأ ما يمكن توقعه في هذا الوقت هو أن يُقابل طلبك بالرفض. ولا بأس حينئذ، عليك بتجريب طرق أخرى والنظر إلى الأمور بزاوية مختلفة؛ حتى تحقق ما تريد.

2- لا تعتذر عند رفض طلب

أنت شخص واحد بقدرات محدودة، فلا يسعك أن تقبل كل الطلبات التي تأتيك، ولهذا وجب عليك أن ترفض ما يستحق الرفض. ولكن يبدو أن كلمة «لا» أصبحت مهينة هذه الأيام، لدرجة أن الرجل يضطر إلى قبول الطلب في حينه، ثم إلغائه في وقت لاحق، بدلاً من رفضه مباشرة.

أنت مطالب بإدارة وقتك بالطريقة التي تناسبك أنت، وما لا يناسبك عليك عدم قبوله فقط، وبدون أي حاجة للاعتذار أو الشعور بالذنب.

3- لا تعتذر عن الحيز الذي يشغله جسمك من الفراغ!

كم مرة كنت تسير في شارع أو متجر مزدحم واضطررت للاعتذار لأنك تشغل الطريق أمام شخص آخر؟ أتمنى ألا تكون مرات كثيرة. فهناك فرق بين الأدب واللياقة في التعامل وبين الشعور بالذنب.

وأنت بالطبع مسموح لك بأن تشغل حيزاً من الفراغ كافياً لجسمك، وأن تتحرك بسهولة في الشوارع، وبدون أي نوع من الاعتذار. أليس هذا بديهياً؟ في المرة القادمة لا تعتذر ولا تقل «آسف»، ويمكنك أن تكتفي بقول «تفضل»، إن أردت.

4- لا تعتذر عند التعبير عن رأيك

خصوصاً في العمل يشعر الكثيرون بالخجل من إبداء آرائهم التي قد تكون غريبة على فريق العمل أو مختلفة عن الآراء السائدة. ولكن عليك أن تتذكر دوماً أنك جزء من فريق العمل، مثلك مثل باقي الفريق تماماً.

عليك أن تكون واثقاً بنفسك ومعتدّا برأيك، حتى وإن خالفك زملاؤك أو عارضك المدير نفسه. في الحياة الشخصية أيضاً عليك أن تبدي رأيك بوضوح عند الحديث مع الأصدقاء أو العائلة.

ولكن في كل الأحوال، تجنب أن تقول «أنا آسف، ولكن رأيي..». إبداء الرأي لا يحتاج إلى اعتذار، فهذا حق طبيعي ومكفول لكل شخص.

5- لا تعتذر عن اختياراتك

كلما أصبح المرء ناضجاً، قلّ اهتمامه بما يفكر الناس حوله، مع إدراكه أن الناس معظم الوقت لا يفكرون به من الأساس. قد يبدو هذا قاسياً، إلا أن الحقيقة هي أن كل شخص بالفعل يركز على نفسه، ويهتم بشؤونه الخاصة أكثر من اهتمامه بمن حوله.

ولذلك فاعمل ما تراه مناسباً لك وما تراه صواباً، بغض النظر عن الناس ونظراتهم. لا تهتم كثيراً بنظرات الناس أصلاً. اختياراتك الشخصية لا تحتاج إلى اعتذار لأحد، ولا حتى تبرير.