كيف تتعامل مع وظيفة تكرهها ولا يمكنك التخلي عنها؟

الإثنين, 16 مايو 2016 10:04 ص

تكره وظيفتك لكنك ولسبب ما لا يمكنك الاستقالة. قد تكون قد اكتشفت متأخراً أن المهنة التي اخترتها لنفسك لا تناسبك إطلاقاً، وقد تكون قد وجدت نفسك في شركة تجعلك تتراجع مئات الخطوات إلى الوراء عوض منحك الفرصة للتطور وإبراز مواهبك.

وقد يكون السبب زملاء العمل المزعجين الذين لا هم لهم سوى الطعن في الظهر. هناك عشرات الأسباب التي قد تجعلك تكره وظيفتك لكن لا يمكنك الرحيل، وعليك التعامل مع هذا الجحيم اليومي من دون أن تنهار، فكيف تصمد في وظيفة تكرهها؟

تحليل معمق للأيام الجيدة 

قد تكون غالبية أيامك في تلك الوظيفة مريعة؛ لكن من المؤكد أن هناك عدداً قليلاً من الأيام الجيدة. قم بتحليل معمق لتلك الأيام، حاول ربط النقاط ببعضها البعض، واكتشف ما الذي جعل ذلك اليوم أفضل من غيره. هل كان المشروع الذي تعمل عليه؟ هل كان ذلك اليوم جيداً بسبب أشخاص محددين؟ معرفة الجزئيات البسيطة التي جعلت نهارك أفضل من غيرها ستساعدك على التخطيط لأيام مماثلة.

قم بتمرين ٣ أمور جيدة

التمرين هذا تعتمده معظم الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالصحة النفسية، وهو سيساعدك كثيراً حين تشعر بأن وظيفتك تجعلك تغرق في الحزن والإحباط. عند نهاية كل يوم قم بكتابة ٣ أمور جيدة حصلت معك خلال يومك سواء كانت تتعلق بالعمل أو بأي شيء آخر. أهمية التمرين تكمن في أنك حين تكتب هذه الأمور فأنت في تلك اللحظة بالذات ستتوقف عن الشعور بشكل سيئ، كما أنها تمنحك الفرصة لرؤية الصورة كاملة

وظيفتك قد تكون مريعة جداً بالفعل لكن التفكير اليومي بتعاستك سيجعلك تحصر نفسك في تلك الدائرة الضيقة من المشاعر السلبية. الأمور الجيدة التي تكتبها ستدربك على المدى البعيد على رؤية الصورة كاملة.

احذر من البدايات السيئة 

الأيام السيئة تبدأ عادة بسلسلة متلاحقة من الأحداث السيئة. هذه الأحداث بشكل منفرد لا تأثير لها، لكن حين تجتمع فستميل إلى الاعتقاد بأن النحس يلاحقك. البدايات السيئة هي الأساس، لذلك في كل مرة تصبح فيها الأمور أسوأ من ذي قبل توقف قليلاً، وقم بإعادة تقييم ما حصل. عندما تنظر إلى الأمور بشكل واقعي، وتتمكن من رصد مناطق الخلل التي تجعل أيامك سيئة فحينها يمكنك أن تقلص هذه النوعية من الأيام إلى حدها الأدنى.

 كن خلاقاً 

عندما يكره أي شخص وظيفته فهو غالباً ما يعبر عن ملله وعدم  وجود ما يحفزه للقيام به. علماء النفس يربطون انعدام الحماس لأمر ما بانعدام الإبداع. لذلك حاول استغلال وقت مللك هذا للخروج بأفكار خلاقة تجعل وظيفتك أكثر متعة. العلماء يؤكدون أن الملل المدمر نفسياً له فائدة ضخمة فهو يفتح المجال أمام الإبداع. إن كانت وظيفتك لا تجعلك تشعر بالحماس، فقم  بابتكار مقاربات جديدة لأداء عملك، أو قدم فكرة جديدة لمديرك.

إعادة تعريف وظيفتك 

العاملون يملكونالسيطرة على ما يقومون به أكثر مما يخيل إليهم. ففي نهاية المطاف لا يوجد شخصان يقومان بالعمل نفسه بالطريقة والأسلوب نفسه . لذلك ما عليك القيام به هنا هو البحث عن امتدادات تتعلق بوظيفتك، فقد تكتشف أن تسمح لك بالقيام بعدة أمور لم تكن تعلمها من قبل وبالتالي خيارات أكبر.

توقف عن التذمر 

التذمر والتعبير عن غضبك لن يفيدك بشيء. الطاقة السلبية التي تنشرها ستجعل الآخرين إما يبتعدون عنك أو يتأثرون بها. في السيناريو الأول ستجد نفسك وحيداً وتعيساً وفي الثاني ستجد نفسك وسط مجموعة تشبهك تماماً لناحية التذمر والنظرة السلبية للأمور. حاول إيجاد الحلول التي لن تجعلك بطبيعة الحال تحب وظيفتك، لكنها على الأقل ستجعل وضعك الحالي أفضل.

التأقلم مع الزملاء والمدير 

عندما تكره وظيفتك فأنت تبتعد وبشكل تلقائي عن الزملاء، وحين تتواصل معهم فالصدامات حاضرة. حاول عدم الدخول في مشاجرات مع أي منهم، وإن تمكنت من التقرب من زميل لك فهو بالتأكيد سيجعل حياتك أسهل. أما فيما يتعلق بالمدير، والذي هو على الأرجح سبب تعاستك، فإن المقاربة الأكثر فعالية للتعامل مع مدير متطلب أو مزعج أو ديكتاتوري هو بخلق مساحة بينكما. استفسر إن كان بالإمكان مثلاً أن يكون التواصل من خلال طرف آخر.

حان وقت الانسحاب؟ 

إن كان وضعك الحالي أكثر مما يمكنك احتماله فربما حان الوقت للانسحاب. قم بالبحث عن وظيفة أخرى فوراً وخلال عملية بحثك احرص على الادخار قليلاً تحسباً لأسوأ سيناريو ممكن.

فور عثورك على وظيفة يمكنك الاستقالة والتخلص من هذا الجحيم الذي يجعل حياتك تعيسة. في نهاية المطاف أنت تمضي ٨ ساعات على الأقل في عملك، وإن كانت هذه الساعات عبارة عن إحباط دائم فأنت تخسر فرصة الاستمتاع بحياتك.