كيف تحوّل الأشياء المملة إلى مقتنيات جذابة؟
الإثنين, 17 أكتوبر 2016
11:12 ص
إن محاولة إعادة ابتكار المنتجات التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية، قد تنطوي على بعض الصعوبات، فكيف يمكنك على سبيل المثال تحويل منتج منزلي غير جذاب، كعلبة المناديل مثلاً، إلى منتج عصري يقبل الجميع على شرائه؟ الأمر ليس سهلاً، فوصف السلع المملة المستخدمة يومياً بالمنتجات الجديدة أصعب كثيراً من وصف المنتجات المبتكرة بهذا الوصف.
مع ذلك هذا الوصف يمكن أن يمنح منتجاً عادياً حياة جديدة، وهو ما تقوم به شركة “فيرتي” المنشأة حديثاً في العاصمة البرتغالية لشبونة، فحسبما يقول مؤسّسها ديوغو كروز، البالغ من العمر 24 عاماً، فكرة إنشاء الشركة التي تقدم مناشف البحر في أشكال عصرية مبتكرة، جاءته أثناء رحلة قام بها إلى أستراليا، حيث لاحظ أنه عندما يعتزم الإنسان التوجه إلى الشاطئ، فدائماً ما يصطحب معه خفّاً مخصّصاً للشاطئ، وملابس السباحة، ومنشفة البحر. “بالنسبة للخفّ، فهناك شركات كبيرة وعالمية تنتجه، مثل تلك التي يولع بها البرازيليون والمسماة بالـ”هافاياناز”، كما أن هناك شركات معروفة تصمّم ملابس البحر مثل “روكسي” و”ساليناس” و”أوسكلين”. أما فيما يتعلق بمنشفة البحر، فلا يوجد ما هو مبتكر. لذا قرر أن تكون مهمته في الحياة إعادة ابتكار مناشف البحر وتصميمها بشكل عصري جذاب.
وبعدما سمعت عن “فيرتي” قررت أن أسجّل ملاحظاتي عن الطرق التي يمكن بها تحويل المنتجات العادية إلى مقتنيات متميّزة جذابة لا غنى عنها”.
منشفة البحر التقليدية
أساس عمل شكل مبتكر هو التغيير في شكل التصميم، وتغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى المنتج. وفي حالة “فيرتي” قرر المصمّمون التخلي عن الشكل المستطيل التقليدي للمنشفة، وقاموا بدلاً من ذلك بتصميم المنشفة على شكل مثلثات متجاورة، وهو ما منحها شكلاً جذاباً. كما استخدموا في تصنيعها مادة جديدة تسمى “كيتن”، وهي خليط من القطن بنسبة 90 في المئة، والبوليستر بنسبة 10 في المئة، ويزعم المصمّمون أن هذا الخليط يجعل المنشفة أخفّ من تلك المصنوعة بالكامل من القطن. كذلك فضلوا أن يزيد حجم المنشفة المبتكرة بمقدار 10 في المئة على نظيرتها التقليدية.
قالب الصابون التقليدي
أما بالنسبة للسيدة ليانا بروفان، مؤسّسة شركة “لوفلي سوبس”، في دايتونا بيتش بولاية فلوريدا الأمريكية، فكان التحدي الماثل أمامها هو تغيير تصميم قالب الصابون التقليدي فتقول: “لقد أردتُ أن أظهر للناس أن قطعة الصابون يمكن أن تكون أكثر من مجرد قالب مستطيل بلا معنى؛ فكل الناس عندما يسمعون كلمة قالب صابون، يتبادر إلى أذهانهم تلك القوالب التقليدية ذات اللون الأبيض أو الأخضر الباهت، ولذلك قررت أن أبتكر قوالب صابون تفوح منها رائحة توحي لمن يستخدمها بأنه يتنزه بالقرب من الشاطئ في يوم صيفي مشمس، أو تلك الرائحة التي يفضلها البعض حينما يقومون بفتح مرطبان مخلل، أو الرائحة التي تفوح من طبق ساخن من المعكرونة بالجبن”.
أدوات الطهي المملة
الإلهام حولنا في كل مكان. عند التفكير في إعادة تصميم منتج أساسي يستخدمه الإنسان العادي في حياته اليومية، فربّما يجد المصمّم الساعي وراء إحداث تغييرا في شكل المنتج، الأفكار التي تلهم خياله في أماكن غير متوقعة. كان هذا ما حدث مع نيكول بورتر من مدينة نيويورك الأمريكية، والتي قامت بيديها بمنح أدوات الطهي المنزلية التقليدية أشكالاً فنية جذابة، حيث تقول بورتر: “99 في المئة من الأدوات التي صمّمتها استوحيتُ تصميمها من عالم الموضة، فأنا مهتمة على الدوام بمتابعة كل جديد في عالم الأزياء والأناقة، مثل الألوان الجديدة والصيحات الجذابة لدى مصمّمي الأزياء المشهورين في نيويورك، وكذا أزياء الإنسان العادي في الشارع. وأحاول الجمع بين هذه العناصر، لأظهرها ضمن أدوات الطهي العادية التي نستخدمها كل يوم في حياتنا”.
امنح عملاءك تجربة مميّزة
عندما تقدم شركة منتجاً عادياً مثل مناشف البحر، أو قوالب الصابون، أو صحون الطعام، بتصميم غير تقليدي، فإن ذلك يثير لدى المستهلك شعوراً بالتميّز. وتبذل بروفان مجهوداً كبيراً في مراعاة ذلك، فلا أحد يتوقع أن يرى قالب صابون على شكل مقرمشات، أو قطعة جبن، مثلما تأتي تصميمات بروفان التي تقول إنها تسعى لتقديم شيئاً لطيفاً لزبائنها كي يتحدثوا عنه. وعندما يرى زبائنها تلك التصميمات، التي لا يرونها في مكان آخر، فإنهم يشعرون بالانجذاب العميق تجاه تلك المنتجات، حسبما تقول بروفان.
اهتمّ بالتفاصيل
يقول ديوغو كروز: “درسنا العديد من المنتجات التي تثير ولع المستهلكين مثل “آبل” و”سواتش” و”ليغو” و”كوكاكولا”، وتمكنّا من تحديد مصدر جاذبية هذه المنتجات، وهو الاهتمام بالتفاصيل ومدى الارتباط بين المبدأ الذي بُنيت عليه فكرة المنتج وصورته لدى المستهلكين؛ فعندما تشتري مناشف “فيرتي” نقدمها لك في صندوق له ملمس الرمال ليمنحك شعوراً فورياً بالإحساس الذي يراودك عندما تقترب من شاطئ البحر. وعندما تفتح الصندوق فستقرأ عبارة تقول: ها قد بدأت قصتنا “
هذه التفاصيل الصغيرة تعدّ مهمة، فهي تحضّر المستهلك نفسياً لتقبل فكرة دفع مبلغ أكبر ممّا كان سيدفعه في السلعة نفسها ذات التصميم التقليدي حسبما يقول كروز.
ريبيكا إبشتاين