كيف يجب التهيؤ أسرياً للشهر الفضيل؟
الشهر الفضيل على الأعتاب، وكما يتم الاستعداد بشراء الحاجيات والأغراض المادية، لابد من الاستعداد روحانياً للشهر واجتماعياً ونفسياً كذلك، وقد تبدو تلك التصنيفات غريبة بعض الشيء، إلا أنها حقيقية، فحري بكل الأسر والمتزوجين الاستعداد لهذا الشهر على كافة الأصعدة، فحتى العلاقات الأسرية والزوجية بحاجة لاستعداد خاص بمناسبة رمضان.
حول ماهية هذا الاستعداد وكيفيته يحدثنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش في السطور التالية:
بداية يقول القراش: نحن الآن على أعتاب شهر فضيل، فحريٌّ بنا أن نستغله في الطاعة أولاً وأخيراً وتقريب وجهات النظر وترك الصراعات والخلافات جانباً، فالجنة تزيّنت للمؤمنين، والشياطين صفدت وعزلت، ولا يجب أن يكون الرجل هو شيطانه الذي يكون صومه عن الأكل والشرب فقط، ولكن لسانه وجوارحه لازالت طليقة تؤذي أهل البيت بالأوامر أو الانتقادات أو الطلبات والمشاجرات المفتعلة، ولا أن تكون المرأة كذلك بافتعالها المشاكل والصراعات.
ويضيف القراش: يجب على الزوجين أن يتذكرا أن أي مشاجرة لكي تنشأ لابد لها من طرفين يرغبان في نشوبها، وأن المسألة لا تتعلق بالكرامة أو بالكبرياء ولا بالانتصار على الطرف الآخر وشيطنته؛ لأن الزواج ليس حلبة للمصارعة وتصفية الحسابات، والطرف الأذكى لا يدخل في معارك جانبية ليس لها أي فائدة، بل تجلب أكثر من ضرر.
أضرار الصراعات والمشاجرات الأسرية في رمضان:
– الضرر الديني وفقدان ثواب الصيام وهي خسارة فادحة.
– زيادة مساحة المشاكل الزوجية المستقبلية بعد شهر الصوم.
وينصح القراش قائلاً: يجب على كل طرف الاستمرار في مقاومة سلوك الطرف الثائر بحسن الخلق واحتساب الأجر بعزيمة وإصرار، وطرد اﻷفكار السلبية، واستبدالها بأي شيء يحبه الطرفان مهما كان بسيطاً لكسب رضا الله، وترك أقل حيز ممكن للانشغال بالمنغصات وتغييرها بالذكاء والفطنة والصبر الجميل والشكر، وأن يثقا في وعد ربهما في فضل من صام رمضان إيماناً واحتساباً لكي لا يكونا أشقياء فيخسران دينهما ودنياهما.