لماذا ترغب في الحصول على قيلولة؟
الأربعاء, 26 سبتمبر 2018
10:54 ص
راديو كلاكيت-وكالات
يرغب الكثير منا في أخذ قيلولة لتجديد الطاقة بين الحين والآخر، وقد تم توثيق فوائد هذه الغفوة السريعة في ما يتعلق بالعمل والإنتاجية، إلا أن البعض قد يشعر بهذه المزايا أكثر من غيرهم.
وقد يكون هناك تفسير علمي لهذا الأمر، حيث كشفت دراسة حديثة أجريت على الفئران في جامعة تسوكويا في اليابان أن طفرة جينية واحدة قد تزيد من كمية النوم التي يحتاجها الفأر، وهو كشف يعتقد الباحثون أنه قد يوفر رؤية مفيدة لعادات نوم الإنسان.
ونشرت الدراسة في مجلة “Proceedings of the National Academy of Sciences”، مشيرة إلى أنه لا يُعرف سوى القليل عن الآليات الفيسيولوجية التي تنظم النوم.
وهذا يعني أن الأسباب التي جعلت نمط نوم شخص ما يختلف عن نمط شخص آخر ما تزال غامضة حتى الآن.
ومن خلال هذه الدراسة اعتمد الباحثون على دراسة سابقة حول طفرة بروتين يدعى “SIK3″، ودرسوا تأثيرات هذا البروتين على عادات النوم لدى الفئران.
وبالإضافة إلى تتبع المدة التي نامت فيها الفئران والمدة التي استيقظتها، نظر الباحثون في نشاط الدماغ خلال فترات الحلم وعدم النوم، ومستويات اليقظة خلال فترات الاستيقاظ.
ووجد الباحثون أنه من خلال تحور الحمض الأميني 551 في SIK3، احتاجت الفئران بعد ذلك إلى مزيد من النوم ونامت لفترات أطول، وهو أمر انعكس على نشاط الموجة الدماغية.
كما كانت الفئران مستيقظة لوقت أقل من المعتاد خلال الليل، وهو الوقت الذي تكون فيه عادة أكثر نشاطا، وقال الباحث المشارك في الدراسة، ماساشي ياناجيساوا: “كانت النتائج مثيرة للاهتمام بشكل خاص من حيث أن الطفرة أثرت على فترات النوم التي تفتقر إلى الحركة السريعة للعين، وهو الجزء الحالم إلى حد كبير في النوم”.
وأضاف قائلا: “هذا يدل على أن SIK3 يشارك في آليات تنظيمية محددة تتعلق بالنوم”.
وأوضح المعد الرئيسي للدراسة، تاكوتو هوندا، أن خصائص هذا الحمض الأميني في هذا البروتين في الفئران مماثلة للبشر، ما يعني أن النتائج ذات الصلة يمكن أن تفيد الأبحاث الجارية في اضطرابات النوم البشرية.
وقد يعني هذا أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى النوم أكثر، وهو شيء قد يحلونه عن طريق القيلولة، يمكن أن تكون لديهم نسخة متغيرة من نفس البروتين الذي تم فحصه في الدراسة.
ومع ذلك، لا توجد وسيلة حتى الآن للتأكد من أن النتائج التي تم التوصل إليها في الفئران هي نفسها التي يمكن أن تحدث لدى البشر.
وتشير الدراسات إلى أن النوم أقل من 7 ساعات في الليل يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة ببعض الحالات، مثل البدانة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية والاضطراب العقلي المتكرر.
ولذلك، يجب الحصول على قيلولة للتعويض عن الوقت الضائع. ولكي تتمكن من الاستمتاع بفوائد القيلولة بشكل كامل، قد تحتاج إلى إعادة تنظيم وقت عملك، حيث أن إحدى الدراسات تقول إن الوقت المثالي للحصول على قيلولة يجب ألا يتخطى الساعة 3 مساء، وأي وقت متأخر عن ذلك، يقد يجعلك تصارع للنوم مساء، ما يتسبب في تعطيل الإيقاع اليومي الخاص بك، والذي قد يؤدي بدوره إلى مشاكل صحية على المدى الطويل.