ما أهمية الهدوء في مختلف مجالات الحياة؟
الخميس, 12 نوفمبر 2015
11:18 ص
كل واحد فينا يحتاج إلى الهدوء، الهدوء مع النفس، والهدوء مع الأسرة، وفي العمل وحفي كافة المجالات، فالهدوء مفهوم واسع يشمل العديد من الجوانب، ونقصد الهدوء من الناحية الايجابية وليس هدوء ما قبل العاصفة…. فما هو الهدوء؟ وما أهميته في حياتنا؟ وكيف يساعد الهدوء على الإبداع والتغيير؟
مفهوم الهدوء
يقصد بالهدوء لغة، راحة البال أو السكينة، وهُدوء اللّيل، سكون أصواته والحركة فيه، ويقصد به في علوم النفس بحسب “معجم اللغة العربية المعاصر”، سيطرة الشّخص التامّة على قواه العقليّة أو قدراته الحسّيَّة أو مشاعره أو سلوكه وتصرُّفاته.
صفات الشخص الهادئ
يمكن القول عن شخص ما انه هادئ إذا كان يتصف بمجموعة من الصفات ولعل أهمها، الحفاظ على ضبط النفس في الواقف المختلفة، والصبر على الشدائد المتعددة في الحياة، كما أن أعصاب الهادئ وعضلاته مرنة شديدة, وهي تحتفظ دوماً بتوازن عادي, ودرجة معتدلة من الراحة والاسترخاء, وذلك مما يسهل عليها أداء وظائفها الطبيعية في داخل الكيان الجسمي، كما أن الهادئ يفكر باستقامة, نحو هدف تلتقي عنده جميع الأفكار الفرعية، ويظل انتباهه منصباً على ما ينفذ من قرارات, ولا يبذر طاقته الفكرية سدى.
أهمية الهدوء على الصحة العامة للجسم
هناك العديد من الفوائد للهدوء، من أبرزها أنه يريح الأعصاب, ويساعد الفكر في عمله، وفي الهدوء يمكن للإنسان أن يحل مشاكله, بأعصاب غير مضطربة وفكر غير مشوش، وفى التعامل مع الناس, الطريقة الهادئة أكثر تأثيراً في النفس وتأتى بنتائج مقبولة, بعكس الطرق العنيفة التي تأتى بردود فعل سيئة، لذلك فالإنسان الهادئ محبوب من الناس, يساعدهم هدوءه على تقبله واستيعاب وجهة نظره.
هل يؤثر الهدوء على سرعة الانجاز؟
بالتأكيد نعم، فالعمل في جوٍ هادئ يجعل المرء أكثر قدرة على التركيز، كما يتيح له ترتيب الأفكار وجعلها سلسة ومتسلسلة من غير تضارب أو لخبطة كما لو كان هناك ضجيج في العمل، فالعمل في أجواء هادئة يجعلك تنجز أكثر وفي نفس الوقت أو ربما في وقت اقل من المطلوب، أما في الأعمال الجماعية أو الاجتماعات فالهدوء والسماح للغير بالحديث وعدم الضوجان والكلام مع الآخرين ومقاطعتهم، بالتأكيد يعطي فرصة اكبر للوصول إلى قرارات صحيحة وسليمة من غير أخطاء.
كما أن الإنسان الهادئ يستطيع أن يصل إلى حاجته من غير جهد كبير، على عكس الإنسان المنفعل الذي يضوج ويتأثر بسرعة، ويبدأ بالصراخ ودمج الكلام، فيضيع على نفسه وعلى الآخرين الفائدة، كما أن الآخرين لا يدركون ما يريد بسبب الانفعال، فكن هادئاً ووفر جو من الهدوء لك أثناء العمل، وابتعد عن أسباب الضجيج المختلفة.
كيف نحصل على الهدوء؟
يضج العالم من حولنا بالعديد من مسببات الضوضاء، والتي تجعل الشخص غير قادر على التفكير بشكل جيد أو التركيز على الأمور الهامة وانجازها، والحصول على الهدوء يبدأ من منزلك، فعند الاستيقاظ في الصباح الباكر احرص على فصل نفسك عن العالم المحيط بك ولو لبعض الوقت، لا تفتح المذياع أو التلفاز أو حتى أجهزة الهاتف، استمتع بالهدوء الصباحي الذي يطغى على الكون، وفي عملك اخفض رنين الهاتف مثلاً، خفض من صوت المكيفات، حاول أن تختار مكتب لا يوجد عدد كبير من الموظفين، استخدم بعض الزيوت العطرية التي تمنحك الاسترخاء، احتسي كوباً من الشاي الأخضر بدلاً من القهوة.. كل هذه الأمور تمنحك الشعور بالهدوء والراحة، حتى لو كنت في وسط الضجيج.