منى مطر.. قصة كفاح لعمل النساء المهشمات في مواجهة الفقر
الخميس, 9 مارس 2017
10:55 ص
يزخر المجتمع الفلسطيني بقصص البطولة والتضحيات، وكذلك يئن من قصص توجع القلب، وأنت تقف أمام نماذج نسائية في مقتبل العمر يصارعن من اجل البقاء وإثبات الذات ليعبرن طريق النجاح، رغم محاولة المجتمع لفظهن بحجة أنهن من ذوات الاحتياجات الخاصة.
فالشابة “منى مطر” 17 عاما، نموذج نرفع له القبعة احتراما وإجلال لصبرها وجلدها وقوة تحملها في مواجهة سلبيات المجتمع الذي يحاول أن يضع العقبات أمامها ليثنيها عن تحقيق طموحاتها في مواجهة معترك الحياة، فالشابة منى نموذج للفتاه الفلسطينية العاملة في مواجهة التهميش والفقر الذي يضرب جنبات قطاع غزة، عشية اليوم العالمي للمرأة.
منى وفن المكياج
تؤكد الشابة منى في حديثها مع “وكالة قدس نت للأنباء“، أن اليوم العالمي للمرأة لا يمكن أن يفي المرأة الفلسطينية حقها، فهي المرأة التي ربت الأبطال وواجهت الاحتلال وتحملت الحروب والقصف والتشريد وفقدان فلذات الأكباد والأزواج، وواجهت الصواريخ وهدم البيوت والاعتقالات، فكل شيء ينحني أمام المرأة الفلسطينية وعظمتها.
منى ولدت وهي تعانى من إعاقة جسدية، وتعانى الشابة منى من محاولة لفظها من قبل المجتمع، إلا أنها اختارت التحدي، وذلك من خلال محاولتها بأن تتعلم مهنة تقيها شر العوز والاحتياج، خاصة أن أسرتها تتكون من 7 أفراد ووالدها كان عاملا في إسرائيل.
المهنة التي اختارتها منى تتمثل بكوافير نسائي، وتخصصت بفن المكياج، لان ذلك أسهل لها ولظروفها وفق ما ذكرته عن تجربتها التي خاضتها في جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية، من أجل تنمية و صقل مهنتها المستقبلية.
تقول منى: “عندما أتيت إلى الجمعية، كنت أشعر بالخجل والإحراج وذلك لما أنا عليه، وكنت متوقعة أن يتم رفضي لأنني توجهت لأماكن كثيرة وبسبب حالتي كان الكل يرفض، إلا أنني هنا وجدت الكثير التشجيع والترحيب، وكنت أود تعلم فن الخياطة و التطريز، إلا أن الأمر اختلف وتعلمت” فن المكياج ” ، عبر دورة تدريبة استمرت 3 أشهر، لأنه يناسب وضعي و ظروفي.
وتوضح الشابة منى، أن مثل هذه الدورات فرصة للنساء المهمشات في قطاع غزة، على أن يعملن لمواجهة الواقع الصعب والمر، وأكثر سترة للنساء وهي مهنة مستقبلية.
النساء المهمشات واليوم العالمي للمرأة
فالنساء المهمشات ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة واقع مؤلم بغزة، فالنساء الفلسطينيات بحاجة للكثير من المشاريع التنموية التي تؤهلن لإقامة مشاريع خاصة بهن، ومن هنا قالت الناشطة النسوية ورئيس مجلس إدارة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية مريم أبو دقة، أن فكرة هذه الدورات التدريبية تأتى ضمن مشروع “تأهيل النساء المهشمات في قطاع غزة “الممول من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي إدارة البنك الإسلامي للتنمية إشراف مؤسسة التعاون وتنفيذ الجمعية، بهدف مساعدة النساء والفتيات، لان يكن قادرات على مواجهة الواقع المر والصعب في قطاع غزة.
وتؤكد أبو دقة خلال حديثها لـ “وكالة قدس نت للأنباء“، أن المرأة الفلسطينية وبعيدا عن الشعارات البراقة والرنانة، بحاجة للمزيد من النضال والبناء، والشابة منى، نموذج للطموح والمستقبل للنساء الباحثات عن إثبات ذاتهن وإيجاد فرص عمل حقيقة بدلا من التهميش، خاصة أن منى من ذوى الاحتياجات الخاصة، وكانت مشكلتها أكثر صعوبة من أي امرأة أو شابة أخرى”.
وتابعت أبو دقة حديثها: “ونحن هنا نهدف من مثل هذه المشاريع تقديم برنامج تثقيفي واجتماعي ونفسي وقانوني خاص بالنساء والشابات الفقيرات في قطاع غزة، وبذلك يكون هناك تخفيف من حدة العنف والمشاحنات العائلية وتقديم وعي ثقافي للنساء، يكن من خلاله قادرات على مواجهة الواقع في قطاع غزة الذي يعانى من الحصار والتهميش”.
فالشابة منى نموذج للكثير من النساء والشابات المهمشات اللواتي يبحثن عن إثبات الذات، وخاصة نحن نعيش في ذكرى الثامن من آذار هو عيد المرأة العالمي، ويأتي في هذا العام في ظروف في غاية الخطورة على مشروعنا الوطني الفلسطيني من مشاريع مشبوهة تلوح في الأفق لشطب مشروعنا الوطني.
وتواصل أبو دقة حديثها، إننا في هذا الوقت بالذات مطلوب منا الكثير ليرتفع صوتنا عاليا من أجل مشروعنا الوطني وليرتفع صوتنا عاليا من أجل حرية أسيراتنا ولنلتحم في نضالنا بكل الطرق والوسائل مع كل أبناء شعبنا لنكون شريكات في صناعة القرار الوطني و حماية منجزات المرأة والثورة، لتتوحد جهود كل النساء من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية… من أجل تمكين النساء وخاصة الفئات المهمشة وإعطاء أهمية كبرى للفتيات فهم المستقبل الواعد لقيادات المستقبل، لنعلن أن آذار الراهن هو صوت المرأة القادم لكل العالم، إن المرأة الفلسطينية كانت ولازالت وستبقى صمام الأمان لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية و الاستقلال.
هذا و أوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في أخر استطلاع له صدراليوم، أن عدد السكان المقدر في نهاية عام 2016 في فلسطين بلغ حوالي 4.88 مليون فرد؛ منهم 2.48 مليون ذكر بنسبة 50.8% و2.40 مليون أنثى بنسبة 49.2%، فيما وصلت نسبة الجنس 103.3، أي أن هناك 103 ذكور لكل 100 أنثى.
ونوه الإحصاء إلى ان الاسر التي ترأسها نساء حوالي 11.0% من الاسر الفلسطينية ترأسها نساء عام 2016، بواقع 12.1% في الضفة الغربية و9.0% في قطاع غزة.
يذكر أن الثامن من آذار, مناسبة تحتفل بها نساء الكون كله باختلاف أديانه وعاداته وتقاليده للمطالبة بحقوقهن واستعراض تاريخ النضال من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية، فاليوم المرأة العالمي يمثل منبرا للمرأة الفلسطينية لفضح انتهاكات الاحتلال إمام العالم الذي يطالب لإعطاء المرأة كافة حقوقها التي حرمت منها.
وكالة قدس نت للأنباء