كيف تعمل غازات الأعصاب في الجسم ؟

الأحد, 11 مارس 2018 12:52 م

راديو كلاكيت-وكالات

أعاد استهداف ضابط مخابرات روسي سابق بهجوم عن طريق غاز للأعصاب؛ الحديث مجددا عن خطورة هذه الأسلحة الفتاكة ودورها المدمر لوظائف الجسم.

وتعرض ضابط الاستخبارات الروسي السابق والعميل المزدوج سيرغي سكريبال قبل نحو أسبوع لغاز أعصاب في مدينة سالزبري البريطانية عندما كان مع ابنته، ونقل المصابان إلى المستشفى ولا يزالان فاقدي الوعي وفي وضع خطير.

ومع معرفة خطورة الإصابات التي تلحقها غازات الأعصاب على الأشخاص المستهدفين، تبرز تساؤلات عن آلية عمل مثل تلك الغازات وكيف يحدث تأثيرها المدمر على جسم الإنسان.

وتعتبر غازات الأعصاب سما مميتا، وتصنف في خانة أسلحة الدمار الشامل، وتعد أحد أخطر اكتشافات الإنسان بعد القنبلة الذرية.

أنواع مختلفة

وهناك أنواع مختلفة من غازات الأعصاب، ولكنها تلتقي في آلية عملها واستهداف جسم الإنسان، فهي تهاجم الجهاز العصبي، وتتسبب في منع وصول الرسائل العصبية إلى مختلف الأعضاء؛ مما يسبب تأثيرات عميقة وأعراضا تبدأ من السلوك الغريب والتشنجات لتصل في النهاية إلى الوفاة.

وأوضح ديفيد كالدكوت الأستاذ في كلية الطب بالجامعة الوطنية الأسترالية أن غازات الأعصاب بمختلف أنواعها تعمل بالطريقة نفسها من خلال تثبيط إنزيم أسيتيلكولينستراز عند المشابك العصبية.

ففي الظروف العادية ينظم إنزيم أسيتيلكولينستراز كمية الرسائل التي تمر عبر الناقلات العصبية، ويعمل كمفتاح منظم، خاصة في ما يتعلق بالجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في أشياء مثل معدل ضربات القلب ومعدل التنفس واللعاب والهضم واتساع حدقة العين.

ومع تثبيط الإنزيم بفعل التعرض لواحد من غازات الأعصاب يواجه الجسد عدة مشاكل تبرز عادة في اضطرابات للتنفس وخلل وظيفي عضلي يستمر فترة طويلة.

وتم اكتشاف معظم أنواع غازات الأعصاب أثناء تطوير العلماء المبيدات الحشرية، وقالت هيلاري ووكر -وهي عالمة سابقة في مجال الإشعاع ومخطط للطوارئ الصحية- إن الجسم يتأثر بغازات الأعصاب خلال ثوان أو دقائق إذا كان التعرض عبر الجهاز التنفسي، وأبطأ قليلا إذا نتجت الإصابة عن تلوث الجلد.

وبسبب قوة هذه السموم، فمن المهم أن تكون خدمات الطوارئ سريعة ودقيقة في تشخيص الإصابة والتعامل معها، وذلك بهدف إنقاذ المصاب والحد من انتشار المواد الكيميائية الفتاكة.

وتعتمد خدمات الطوارئ على نظام متعارف عليه في مواجهة الهجمات بغازات الأعصاب، تتضمن منح ترياقات للمساعدة في عكس تأثير الغاز، علما بأن استجابة المصاب تختلف بحسب نوعية الغاز.