ليندا النتشة… تنقل رسالة فلسطين عبر الفنّ

الثلاثاء, 17 مايو 2016 09:39 ص

تتربع صور الشّهداء والرموز الوطنية والفصائلية في صدر كلّ معرض فنّي تبدعه الرسّامة ليندا النتشة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويعتبر الهمّ الأساسي لهذه الفنانة العشرينية أن تصوّر القضية الفلسطينية من ثوابتها ومآسيها وقضاياها إلى كلّ العالم عبر لغة الفنّ المفهومة للجميع، معتبرة جهدها في هذا الإطار أقلّ الواجب الذي يمكنها من تحقيق أهدافها.

ومن بين الصور التي أبدعتها ليندا، رسمها لصورة ابن عائلتها الشهيد طارق النتشة، الذي ارتقى شهيدا، حيث يعد من أوائل شهداء “انتفاضة القدس” وذلك على حاجز عسكري وسط مدينة الخليل.

رسم للشهداء

وترى النتشة أن رسمها لصور الشهداء وإهدائها لعائلاتهم تضامنا منها مع أهالي الشهداء ومواساتهم في آلام فقدانهم لأبنائهم، بما تملكه من قدرات فنية.

وتبيّن النتشة في حديث لـ”صفا” أنّها صوّرت معظم الرموز والقيادات في الفصائل والفنانين الفلسطينيين في لوحات عديدة، تستعرضها كلّ مرّة في معارضها، كجزء من الوفاء لهم، وللتأكيد على حضورهم الدّائم في فنّها إلى جانب الكثير من الرسوم المختلفة، التي تبدع إنتاجها ليندا.

وبدأت مسيرة النتشة الفنية قبل أن تبلغ العاشرة من العمر، عكفت بعدها على تطوير مهاراتها في هذا الصدد، لحين التحاقها بالجامعة، وتكثيفها للرسوم، وصولا إلى إطلاقها للعديد من المعارض التي تستعرض فيه ألوان رسومها المتعددة.

وتكشف النتشة عن فنون رسمها المتعددة، ومنها رسم الوجوه الذي تبدعه بشكل جيّد، والرّسم على المخمل والساعات والجبص واللوحات المقطّعة والرّسم على الحناء والزجاج.

وتلفت إلى أنّها تمكنت من تطوير هذه الرسوم وزيادتها مع الممارسة، وابتداع الأفكار المتعددة، للتعبير عن الكثير من القضايا المختلفة، خاصّة تلك القضايا التراثية والآيات القرآنية، ناهيك عن محاولة البحث عن أفكار لتطوير عملها بعد انتهائها من كلّ معرض تنظمه.

“طموح يكبر”

وتشير إلى أنّ طموحها يصبو نحو أن تكون فنّانة معروفة على الصعيد المحلّي والعربي، انطلاقا من شعارها الذي تردّده دائما “سأجعل مني تاريخا يتحدّث به الزمن”، في إشارة إلى نيّتها ابتداع المزيد من الأفكار الفنّية، التي تترك بصمات دائمة على صعيد الفنّ العالمي.

وتحلم النتشة في أن تصبح فنّانة معروفة، وتشارك بمهارتها بشكل متميّز في المعارض العالمية والعربية، خاصّة وأنّها تؤكّد محاولاتها استغلال موهبتها لخدمة القضية الوطنية الفلسطينية.

وتوضّح أنّها تحاول إسقاط الكثير من الأحداث الهامّة والتطورات اللافتة على السّاحة الفلسطينية بالفنّ للتعبير عنها بشكل يوصل الرّسالة خارج فلسطين، خاصّة على صعيد التصدّي لمحاولات الاحتلال طمس المعالم والتاريخ الفلسطيني وسرقة الآثار الفلسطينية، والعمل على دحض رواياته، والتأكيد على الرواية الفلسطينية.

كما تشتمل لوحات النتشة على تجسيد كافة المعالم والأفكار الوطنية والتراثية الفلسطينية، بشكل يمكنها من خلاله العمل على حشد الرأي العام العالمي لمناصرة القضية الفلسطينية.

فنٌّ وطني

وتذكر والدة النتشة أن العائلة لاحظت الميول الفنية لابنتها منذ الصّغر، وهو الأمر الذي دفعها لتشجيعها نحو تطوير مهاراتها المختلفة، وتوجيهها نحو الفنّ الوطني الذي يخدم القضية الفلسطينية.

وتتابع “نحن كفلسطينيين أسرة واحدة.. نتشارك بالأفراح والأتراح، لأنّنا أبناء قضيّة واحدة، وهذا الأمر يجعل من الضروري أن نقدّم الفنّ ونجيّره لخدمة قضيتنا”، مشيرة إلى فخرها بابنتها التي عرفت واجبها تجاه الوطن من خلال محاولاتها الفنّية المتواصلة.

وتلفت إلى أنّ ابنتها أكّدت من خلال تميّزها بالمعارض المختلفة، وبمئات الرّسوم الهادفة، أنّ الفلسطينيين أصحاب قضية، وتجلّى هذا الأمر بوقفتها مع أهالي الشهداء، وحاولت دعم معنوياتهم من خلال رسم صورهم، ليتجاوزوا حالة الفقدان التي اعترت كثير من العائلات التي قدّمت أبناءها شهداء.

“ترويج ناجح”

ويرى الفنّان عبد الحميد الصوص في حديثه لوكالة “صفا” أهمّية الفنّ الوطني الفلسطيني في ترسيخ المفاهيم الوطنية الفلسطينية للأجيال، والعمل على نشر روح الوطن في الفنّ الذي بات توجّها واضحا لدى الكثير من الفنانين الفلسطينيين.

ويلفت إلى أهمية هذا النّوع من الفنّ في التعبير عن روح القضية الوطنية الفلسطينية، وترسيخ الحقائق في الرأي العام العالمي، بالطريقة التي يريدها الفلسطيني، وبالتالي مجابهة كافة المخططات، ونقل الحقيقة الجارية على الأرض.

ويشير الصوص إلى أنّ اللوحة التي يشاهدها الإنسان تبقى عالقة في ذهنه أكثر من كلّ الكلمات والأخبار المسموعة أو غيرها، معتبرا هذا الأمر جهدا هاما نحو استخدام الفنّ للتعبير عن القضية الفلسطينية وإيصالها إلى أوسع نطاق، واستكمال الجهود الأخرى في هذا الصدد.

الخليل – حسن الرجوب- صفا