“الذهب الأبيض” بقباطية.. تحديات تعيق التطوير
الإثنين, 17 أكتوبر 2016
10:58 ص
تتربع بلدة قباطية جنوب مدينة جنين على عرش “الذهب الأبيض”، والذي بات أحد مقومات اقتصادها الأساسية، فيما أصبح حجرها المعروف “بحجر قباطية” ماركة معروفة على المستوى المحلي، لكن ذلك النجاح يواجه صعوبات كبيرة جراء عوامل ذاتية وموضوعية.
ويعمل في قطاع الحجر والمناشير في محافظة جنين نحو 4800 عامل، في 150 منشأة، منها 95 منشاة حجر، و55 مخرطة ومحل شايش، بالإضافة إلى 30 مقلع للأحجار.
ويقول سيف أبو الرب إن هذه الصناعة بدأت بشكلها الحديث عام 1978، ورغم أن حجر قباطية معروف، إلا أن الطلب عليه أقل من حجر جماعين على سبيل المثال، إذ يعتبر الأول من النوعيات غير مرغوب فيها لامتصاصه الماء، ما يؤدي لتغير لونه وصغر حجمه.
ويشير أبو الرب، في حديثه لوكالة “صفا”، إلى أن ذلك يقف عثرة أمام تقدم هذا القطاع، بالإضافة إلى صعوبة العمل به، والتي تتم من خلال الماكينات التقليدية لصغر حجمه، ولهذا يبقى العمل محصورًا على ماكينات تقليدية قديمة، مما يتسبب بقلة الجودة والمواصفات وكمية الإنتاج.
ونظرًا لاقتصار حجر قباطية على القص اليدوي التقليدي؛ فإنه يحتاج إلى عدد كبير من العمال من أصحاب الخبرة، والمهارة في التشكيل والتفصيل.
صعوبات مُضرّة
ولا تقتصر الصعوبات على العمل اليدوي الشاق، وفق غسان أبو الرب صاحب أحد مناشير الحجر، وتفاقمه الإغلاقات المستمرة، وإجراءات الاحتلال، وضريبة المبيعات التي فرضتها السلطات الأردنية على الحجر الفلسطيني عند التصدير، إذ تصل رسوم الضريبة لكل سيارة 900 دينار (1270 دولار).
ورغم أن أبو الرب لا ينكر أن عمله مربح، لكنه يقول إن ذلك بصعوبة، ولا يتعدى 10% مما يجب أن يكون عليه، داعيًا السلطات الفلسطينية المختصة لدعم عملهم، لتشجيع الاقتصاد الفلسطيني ورفده بمصادر التصدير.
ويعد أبو الرب، في حديثه لـ”صفا”، انقطاع التيار الكهربائي والقدرة الكهربائية المحدودة “مشكلة كبرى” تحد من عملهم، إذ تتسبب بتلف بعض الماكينات، واحتراق الآليات، ومنع تطوير المعامل.
ويشير إلى أن عدم انتظام الكهرباء يؤدي لعدم انتظام العمل، ما يتسبب بتعطيل العمال والعمل، ويؤدي في النهاية لخسارة فادحة نتيجة الارتباط مع جهات مختلفة بمواعيد تسليم العمل.
ويشتكي أبو الرب من تجاهل المسئولين عن قطاع الكهرباء لمعاناتهم، وإلقاء اللائمة على الاحتلال الإسرائيلي في بعض الأحيان.
البحث عن أفق
ويختصر سيف الدين أبو الرب- صاحب أحد مناشر الحجر- مشكلته قائلا: “إن لم أغلق مصلحتي اليوم سأغلقها غدًا بسبب الظروف والمضايقات التي نتعرض لها من جميع الاتجاهات”.
من جهته، يشير مدير اتحاد صناعة الحجر والرخام في جنين بسام زكارنة إلى أن مشكلة الكهرباء وانقطاعها الدائم تفاقمت منذ أربع سنوات، وتتركز في منطقة قباطية والشهداء والمنطقة الشرقية والزبابدة.
ويقول لـ”صفا” إن الاتحاد تواصل مع وزارة الطاقة بحضور مجلس تنظيم قطاع الكهرباء، وتم إيجاد حلول جزئية أسهمت بتخفيف العبء، لكن الأمر عاد للتفاقم بسبب إقامة مصانع جديدة في قباطية وطوباس ويعبد، ما يزيد الحاجة لزيادة القدرة الكهربائية.
ويبين زكارنة أن المهنة تعاني من قلة الأيدي العاملة بسبب عدم وجود مراكز متخصصة بالتدريب المهني في قطاع الحجر والرخام، كما أن العمال يفتقدون الأمان الاجتماعي.
وحول مشكلات التصدير، يوضح أن عدم وجود ميناء ومطار للسلطة الفلسطينية، والإجراءات المعقدة على المعابر والرسوم الباهظة التي تفرض من الجمارك والسلطات الإسرائيلية والأردنية تسهم في زيادة أعباء المصدرين للحجر.
ويبين زكارنة أن حصة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، من تصدير الحجر على مستوى فلسطين تبلغ 6% فقط، وهي نسبة متواضعة للغاية.
قلة الحوافز
من جهته، يقر نائب مدير وزارة الاقتصاد في جنين خليل العارضة بالصعوبات التي تواجه تطوير قطاع الحجر، ولكنه يقول إنه يبقى قطاعا حيوياً ونامياً، وسلعة للتصدير، إضافة إلى أنها تحقق الاكتفاء الذاتي.
ونوه إلى أن انخفاض سعر حجر قباطية مقارنة بأنواع أخرى من الحجر في فلسطين يبقى منوطاً بالعرض والطلب، ولا تستطيع الوزارة أو أية جهة أخرى تحديده.
وأضاف “هناك شكوى من قلة الأيدي المهرة الراغبة في العمل في قطاع الحجر بالرغم من نسبة البطالة المرتفعة في جنين، والتي تصل إلى 19%، وهذا يعود إلى قلة الحوافز التي تمنح للعاملين في هذا القطاع، ما يجعل الشباب يهربون للعمل في قطاعات أخرى”.
جنين – خــاص صفا