7 مشاعر تؤدي إلى «كثرة تناول الطعام»
الأربعاء, 25 مايو 2016
08:44 م
بخلاف الجوع، هناك كثير من الأسباب تؤدي إلى تناول الطعام. فالمكان الذي توجد فيه، والتوقيت، وحالتك النفسية ومشاعرك، كلها أمور تؤثر على رغبتك في الأكل.
كيف تشعر الآن، وما تشعر به، وكثافة هذه المشاعر، تحدد خياراتك في الأكل. فهل تأكل لسد الجوع أم للتخلص من شعور سلبي؟
إليك أبرز المشاعر التي تؤثر على رغبتك في تناول الطعام، وتؤدي إلى الإفراط في الأكل، وربما إلى مشاكل صحية.
1- الحزن
تشعر بالحزن وأنت تتمشى؟ اشتر آيس كريم. حزين بسبب علاقة انتهت؟ ربما يمكنك تناول شيئاً لتأكله. فشلت في مهمة عمل؟ إليك مشروب يهدئك. هذا بالضبط ما يحدث لمعظمنا.
أول شيء تسعى إليه عندما تشعر بالحزن هو أن «تخدر الألم»، وربما يكون تناول الطعام على رأس «المخدرات»، وخصوصاً الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكر والدهون.
والسبب في هذا هو أن تلك الأطعمة تطلق سلسلة من التفاعلات التي تنتهي بإفراز مادة كيميائية تساعد في الشعور بالسعادة، وهي مادة السيروتونين. فالأمر إذن أكبر من مجرد طعم لذيذ.
2- الملل
تخيل هذا المشهد: في مساء يوم الجمعة، لا يوجد لديك شيء تفعله، فتجلس أمام التليفزيون لمشاهدة أحد البرامج الليلية، وأمامك مجموعة متنوعة من أكياس البطاطس المقلية أو البسكويتات أو حتى الفشار، وبعد عدة دقائق تنتبه إلى أن المخزون أمامك قد نفد تماماً. ما الذي حدث؟
عند الشعور بالملل، قد لا تكون متيقظاً لما يحدث حولك، أو لما تفعله أنت بنفسك. وهذا قد يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون أن تدري وبلا سبب واضح، سوى أنك تريد أن تقتل الوقت. (الطعام مُسَلٍ جداً بالتأكيد)
3- القلق والتوتر
في عصر يتسم بالسرعة والعمل على مهام متعددة في وقت واحد، يعتبر التوتر هو السمة الغالبة على معظم أفراد المجتمع. وذلك نسعى بجد إلى وسائل للتخلص من هذا الشعور بالقلق.
وعند إدخال الطعام في المعادلة، نجد أن القلق يؤدي إلى زيادة تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية عموماً.
وأحد الأسباب في ذلك هو ارتفاع معدلات الكورتيزول في الجسم عند الشعور بالتوتر المزمن. فالجسم يفترض أن الشعور بالقلق يتبعه بالضرورة نشاط حركي، وبالتالي يحتاج إلى طاقة إضافية وطعام، إلا أننا في عصرنا هذا لا نقوم بأي نشاط جسماني يذكر عند التوتر.
ولأن الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات تكبح أنشطة المخ المرتبطة بالقلق، فالنتيجة هي انخفاض التوتر، والقلق بعد تناول طبق كامل من المعكرونة. ولكن، مثل كل الأشياء الجميلة في هذه الدنيا، لا يدوم هذا التأثير طويلاً، بل يعود القلق والتوتر من جديد بعد فترة قصيرة.
4- العودة إلى الذكريات الجميلة
عند التفكير في بعض الأحداث السعيدة التي حدثت في حياتك، ربما تستدعي كل تفاصيل الموقف، بما فيها الرائحة والإحساس والأصوات ومذاق الأطعمة التي تناولتها.
المخ يربط هذه التفاصيل بشعورك حينئذ، وهو السعادة. وسواء أدركت ذلك أم لم تدركه، ربما تجد نفسك مشدوداً إلى تناول أصناف الطعام نفسها؛ من أجل استعادة هذه المشاعر والاتصال بتلك الذكريات الجميلة مع الأشخاص المحببين إلى قلبك.
5- الإنجاز
بعد النجاح في مقابلة عمل أو الحصول على ترقية جديدة أو الدخول في علاقة عاطفية، أنت الآن تحتاج إلى مكافأة مناسبة. وبالتأكيد لا مكافأة أفضل ولا أنسب من طعامك المفضل. ولا مانع إطلاقا من هذه الوجبة الاحتفالية.
ولكن إذا كنت تتعمد مكافأة نفسك بالطعام على أشياء تافهة مرات عديدة (الحمد لله، ذهبت إلى العمل اليوم!) فربما يكون هذا سبباً لمشاكل مقبلة، فاحذر.
6- الحاجة إلى صديق
الطعام قد يضفي عليك إحساساً بالأمان. فالعديد من الأشخاص الذين يكثرون من تناول الطعام يتحدثون عن الأكل باعتباره صديقاً، وعازلاً ضد ضربات العالم الخارجي.
وكلنا نشعر بالحاجة إلى الأمن والراحة التي يمثلها الأصدقاء. ولكن عندما نفتقد إلى الصديق المقرب، فقد يكون الطعام هو البديل الأنسب المتاح.
ولكن عليك أن تنتبه إلى أن الطعام لا يزيل الشعور بالوحدة، ولا يحمي من إزعاجات العالم الخارجي، وأن تأثيره مؤقت، فحاول حل المشكلة من جذورها.
7- الخوف
أسباب الشعور بالخوف متعددة، سواء كانت في المجتمع نفسه أو في علاقاتك بمن حولك أو في العمل أو حتى في الصراعات الداخلية بينك وبين نفسك.
وتناول الطعام أحد الطرق لتقليل الخوف؛ إذ كشفت إحدى الدراسات أن الشعور بالخوف يحث على الأكل.
وفي النهاية، مازال هناك الكثير لم نعرفه عن دور المشاعر والظروف المحيطة في زيادة تناول الطعام التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية. والخطوة الأولى التي يجب اتخاذها هي أن تكون واعياً بدور هذه المشاعر، ففي المرة القادمة عندما تذهب إلى محل الحلويات، اسأل نفسك: هل جئت إلى هنا تلبية لرغبة الجسم أم هذا دور المشاعر؟ المشاعر، برغم حقيقتها، لا ينبغي أن تعالج بالطعام وحده، ولابد من التعامل مع أسبابها مباشرة.